كشف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري عن نتائج الدراسة الميدانية التي أجراها بمنطقة مولاي بوسلهام وجماعة ولاد عياد لتفقد مخزون بلح البحر، حيث تم تحديد الامتداد الجغرافي لحقول بلح البحر بهذه المنطقة، والتي تنقسم الى حقلين رئيسبين يتم استغلالهما محليا، من قبل الساكنة. ويتم الوصول إليهما بسهولة عن طريق أدراج تصل الى الشاطئ، أو عبر أجراف موصولة بالطرق الرئيسة. ما يسهل عملية النقل والتحميل. حيث تعرف المنطقة إنتشار نوعين من البلح بهذه المنطقة ، بلح البحر المتوسط Galloprovincialis (mytilus lamarck 1819) و بلح البحر البني Perno perno .
وخلصت نتائج الدراسة، التي تأتي لتقييم توافر المحار لإنجاز دراسة حول تصفية الصدفيات بمحطة المعالجة بكلايريس وتدارس إمكانية استخلاص الكميات اللازمة لمحطة التصفية تبعا للاجتماع المنعقد يوم 10 دجنبر 2021 بمقرغرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة، (خلصت) إلى أنه لا توجد أي مشاكل أو عوائق لتوفير طن من نوع Callista chione بكل الإحجام اللازمة. فيما يتعلق ببلح البحر فانه وفقًا لاستطلاعات أطر المعهدّ، يمكن أن توفر حقول البلح في منطقة مولاي بوسلهام وولاد مصباح الطنين اللازمين لمحطة المعالجة، خصوصا ادا تم تكتيف الجهود وتعبئة كل العاملين بجمع الصدفيات خلال الأشهر الملائمة.
وأفادت الدراسة التي تم تضمين نتائجها في وثيقة صادرة عن المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد بطنجة توصلت بها الغرفة المتوسطية، أن الأحجام (الكبيرة والصغيرة) لا يمكن التنبؤ بنسبها، لأنها رهينة بالعوامل البيئية، ولتسريع وتيرة هذه العملية؛ فقد انكب المركز على جمع بلح البحر في منطقة المضيق» والآن يتوفر المعهد على طن من هذا الصنف التي يمكن إرسالها إلى منطقة كالايريس في أقرب الآجال.
وسجلت الوثيقة ن أن حقول بلح البحر في المنطقة تكون مغمورة بمياه البحر، ولا يمكن الوصول اليها إلا مرة واحدة في الشهر، خلال المد والجزر المرتفع (16/15/14/13 في التقويم القمري). ولا يمكن ان تتعدى مدة جمع بلح البحر ساعتين إلى ثلاث ساعات باليوم الواحد في الشتاء. ويمكن ان تمتد هده المدة في الصيف حيث يطول النهار وتغدو مياه البحر دافئة، مما يخول لهواة جمع المحار، أن ينغمروا بالمياه دون مشكل، وبالتالي إجراء عمليتي جمع باليوم. لدى فإن أفضل أشهر لجمع بلح البحر هي من مايو إلى أغسطس.
وشملت الدراسة الميدانية للمعهد أيضا استبيانات مع عينات مكانية من عدة صيادين ووسطاء بيع المحار بحضور رئيس جمعية الصيد بمولاي بوسلهام ، حيث يقدر عدد العاملين في جمع ذوات الصدفتين ب 100 فرد، أغلبيتهم من النساء، ويأتون بشكل رئيسي من الدواوير التالية (الروواسية ، الزاوية، دوار كبير، رياح، ولاد مصباح).
وأفاد الصيادون أن أحجام بلح البحر المستخرج مؤخرا، تتراوح غالبيتها بين 5 و2 سم، وأن هناك انخفاضًا في المخزونات على مر السنين. كما أن الأحجام الكبيرة المتاحة لم تعد تتجاوز 10 سم. لكنهم يؤكدون في المقابل أن جمع الطنين، أمر ممكن إذا انتظرنا الربيع حتى ينمو بلح البحر أكثر. كما يمكن الاستفادة من الظروف المناخية المناسبة للتجميع.
وتشهد هذه المنطقة ظاهرة ترسب الرمال التي تجلبها الأمواج والتي يطلق عليها السكان المحليون اسم (الرديم)، اذ تطمر الرمال التي تجلبها الأمواج بلح البحر، وتتسبب في موته او تبطيئ نموه. ووفقًا للمناقشات مع الصيادين والوسطاء، يحبذ انتظار شهر مايو لتتحسن الأحوال الجوية. ولمعرفة حال المخزون بعد مرور ظاهرة الرديم. فيما تتراوح اثمنة بلح البحر مابين 5 و20 درهمًا للكيلوجرام حسب الحجم.
وكان مقر غرفة الصيد البحري المتوسطية قد إحتضن بتاريخ 10 دجنبر 2021، إجتماع لمواكبة مشروع محطة تصفية وتلفيف الصدفيــات بتعاونيـة كلا إيريس، وذلك بحضور مجموعة من المتدخلين. حيث خصص هذا الاجتماع لوضع خطة، عمل من أجل التسريع في إنزال الإجراءات اللازمة لتمكين التعاونية من الحصول على الترخيص الصحي لهذه المحطة في أقرب الآجــــال. بإعتبار هذا المشروع يكتسي أهمية بالغة في تعزيز عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، وقد تطلب انجازه الكثير من الوقت والمجهود.