عاد المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بطنجة، ليحديد يوم الأربعاء 22 ماي 2024، لتنظيم لقاء يروم إستعراض الوضع الحالي للبحر الأبيض المتوسط، وكذا مناقشة التحديات المتعلقة بتفاعل الدلافين الكبيرة مع شباك الصيد، بالإضافة إلى استكشاف الأفاق المستقبلية لتحسين الوضع وتوجيه السياسات والتدابير اللازمة .
وكان المعهد قد عمد إلى تأجيل هذا اللقاء، الذي كان مقررا في وقت سابق لأسباب لفها الغموض، حيث يعول الفاعلون في قطاع الصيد بالواجهة المتوسطية للمملكة، على هذا اللقاء في الخروج بتوصيات تكتسي طابع الإستعجال ، بخصوص الوضعية الحالية للكثير من المصايد المتوسطية. فيما يبقى النيكروس واحدا من أبرز أوجه هذه التحديات، التي تحضى بإنسغالات مهنية مند آواخر العقد الماضي.
وأثارت الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري في كلمة لها خلال الاجتماع العادي الثامن والعشرين للجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي بالقاهرة، نقطة تتعلق بالتوافر الكبير لأسماك التونة الحمراء في مناطق الصيد، ولاسيما في البحر الأبيض المتوسط، حيث أشارت زكية الدريوش، إلى أن هذه الوفرة يحتمل أنها أدت، وفقا للصيادين، إلى تفاقم ظاهرة الهجمات التي يشنها الدلفين قاروري الأنف على مصايد الأسماك السطحية الصغيرة، داعية اللجنة إلى أن تأخذ بالاعتبار هذه الظاهرة “التي لها تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة”.
واعتمدت الدورة 46 للهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط (CGPM) التي إحتضنتها كرواتيا نونبر الماضي، توصية اقترحها المغرب، تتعلق بالتخفيف من آثار الأضرار الناجمة عن هجمات النيكروس في مصايد الأسماك السطحية الصغيرة في بحر البوران (المنطقة الفرعية 3)، وذلك من خلال تنفيذ برنامج بحثي بشأن الدلفين الأسود، من أجل تحسين المعرفة العلمية، وتحديد التدابير اللازمة للتخفيف من أثار الهجمات بهذه المصايد في الواجهة المتوسطية للمغرب.
ويتساءل مهنيو المتوسط عن موعد دعم المهنيين بالشباك السينية الموعودة ، في ظل التأخر الحاصل لهذا الورش الذي يعول عليه في ردع الدلفين، وإعادة الإعتبار للمكون المهني، وضمان إستدامة نشاط الصيد بالمنطقة ، خصوصا وأن كثير من المهنيين أصبحوا اليوم يفكرون بجدية في مغادرة القطاع بعد أن ملوا من تغيير الموانئ ذهابا وإيابا، بل أكثر من ذلك فهجمات النيكروس بدأت ترخي بتبعاتها على الصيد التقليدي ، وهي وضعية تسائل مختلف المتدخلين.
وفي موضوع متصل صادق أعضاء مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال انعقاد أشغال دورة مارس، على مشروع اقتناء شباك دوارة مقاومة لهجمات الدلفين الكبير لفائدة مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة الناشطة بالسواحل المتوسطية. خصوصا وان إقتناء الشباك الدائرية المقاومة ضد هجمات الدلفين الكبير لفائدة أرباب السفن الناشطة بالساحل المتوسطي تم تضمينها في وثيقة قانون المالية للسنة الجارية، برصد 20 مليون درهم موزعة بالتساوي بين جهة طنجة تطوان الحسيمة وجهة الشرق، وهي أرقام تم إعلانها في المذكرة الخاصة بالتوزيع الجهوي للإستثمار ضمن مشروع القانون برسم السنة المالية 2024 .