طفت من جديد إشكالية سمك النقار (La Bécasse De Mer) أو سمك الرابوز كما يحلو للبحارة تسميته، بعد غزوه للمصايد بوثيرة كثيفة، حد اقترابه من الشريط الساحلي للمصيدة الأطلسية الجنوبية، ما أصبح يهدد نشاط مراكب الصيد الساحلي التي أصبحت تعاني منه في صمت.
وحسب تصريحات مهنية مطلعة في تصريحها لجريدة البحرنيوز، فإن أربعة مراكب صيد ساحلية لصيد السردين، عثرت في شباكها على كميات هائلة يوم السبت 27 مارس 2021 من سمك الرابوز، على بعد حوالي 30 ميلا غرب ميناء الداخلة الجزيرة. حيث أن تكاثر هدا النوع السمكي بشكل كبير، أصبح يهدد نشاط الصيد بالمنطقة، بعدما تمت الإشارة إليه من طرف سفن الصيد في أعالي البحار، ومراكب السردين الساحلية، والسفن العاملة بالمياه المبردة. إذ أن الحديث عاد من جديد بخصوص أسماك الرابوز إلى الواجهة.
ولمعالجة ظاهرة أسماك “الرابوز”، وتفعيل دور المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، لمحاربة إشكالية تكاثره بالمصايد، لجأ المعهد، إلى استهدافه بواسطة سفينة ”جونيور” الدانماركية التي تعمل بالمياه المبردة RSW، تحت إشراف أطره، ووفق الخرائط التي تم إعدادها من أجل هدا الغرض. إذ قامت السفينة بمجموعة من الرحلات البحرية الناجحة، تمكنت خلالها من تحقيق حجم مفرغات مهم بميناء طرفاية. كما أن نسبة مردودية استغلاله في صناعات الدقيق والزيت خلصت إلى نتائج جيدة، وطرحت أيضا خيارات التعليب، والتصبير، في فرص لتثمين هدا الصنف من الأحياء البحرية الغريبة.
ولغاية هنا انتهى الدور العلمي والعملي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بخصوص إمكانية وفرص استغلال هده الأسماك، رغم أن وزارة الصيد البحري ولغاية كتابة هده السطور لم تقدم النتائج المتعلقة بظاهرة أسماك الرابوز بشكل رسمي. إذ أنه أصبح يتسيد مناطق شاسعة في المصايد الجنوبية، وأصبح المهنيون يتخوفون من بروز الظاهرة، وتجاوزها الحدود المقبولة، قبل أن تتصرف وزارة الصيد البحري في هدا النطاق.
وكان المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، قد أكد حول انتشار “الرابوز”، أن استغلال هذه الأنواع من الأحياء البحرية، يبقى هو الخيار الأمثل، الذي من شأنه الحد من التوسع الكبير الذي يعرفه انتشار هذه الفصيلة، بما يضمن محاصرة الظاهرة وتقليل القدرة التنافسية أو الغذائية للمخزون المستهدف، لكن وزارة الصيد البحري لم تحدد الاستراتيجية العملية لتجنب تكاثر الرابوز، في ظل عدم قبول السفن العاملة بالمياه المبردة RSW، استهدافه داخل الكوطا السنوية الممنوحة لهم، لتبقى بذلك الأمور معلقة إلى أجل غير مسمى.
و لقيت مبادرة استهداف أسماك الرابوز بواسطة السفينة الدانماركية جونيور في وقت سابق، إشادة كبيرة من طرف عدد من التمثيليات المهنية. فيما يشكل هاجس التخوف من عودة سيناريو انتشار الظاهرة، كابوسا حقيقيا في حالة توسعه، واستيطانه، من جديد، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأسابيع القادمة بعد أن أصبحت الكرة في ملعب وزارة الصيد البحري.