خلف مشهد ظهور بقعة زيت سوداء وبجانبها برميل بسعة 20 لترا يطفو في عرض شاطئ أكادير على مقربة من السباحين عشية أول أمس الأحد 04 غشت الجاري 2019، إستياءا عارما في أوساط المهتمين بالشأن البيئي والتنمية المستدامة بالمنطقة. هؤلاء الذين عبروا عن غضبهم في موجة من التعليقات المطالبة بردع المخالفين ومعاقبة المستهترين بالبيئة البحرية.
ورصد تقرير لجمعية بيزاج لحماية البيئة المنزلق البيئي الذي وصف بالسابقة، مؤكدا أن شاطئ أكادير الذي يعد واحدا من أجمل خلجان العالم تعرض لفعل إجرامي حقيقي ومدبر، تمثل في صب زيوت مستعملة لمحركات قوارب أو ما شابه في عرض البحر، حملته التيارات إلى الشاطئ على مقربة من المصطافين المغاربة والأجانب كذلك. معتبرا في ذات السياق أن المشهد يتعلق بجرم يستهدف قتل كل مجهود مبذول لحماية الشاطئ من طرف مؤسسات الدولة والسلطات المحلية والمنتخبة، وباقي المصالح المعنية وحماة البيئة من المجتمع المدني ووسائل الاعلام، خصوصا في هذه الفترة الصيفية التي يعرف فيها الشاطئ إقبالا كبير ومتزايدا خلال العطلة الصيفية وعطل نهاية الأسبوع. مما يؤكد فرضية تدبير إجرامي محكم لإثارة الرعب وضرب التنمية السياحية والاقتصادية لمدينة أكادير.
وطالبت الجمعية الجهات المسؤولة، بإتخاذ كل الإجراءات والتدابير في تعزيز آليات المراقبة والرصد لكل التحركات بالساحل، وحماية البيئة البحرية والتتبع لحماية الشواطئ وفق القوانين الوطنية، مع تحديد المسؤوليات عن حماية الموارد الطبيعية والبيئية الوطنية، وفق القانون الإطار للبيئة والتنمية المستدامة، والكشف عن مسببي هذه الجريمة بما يتوافق والقوانين والأنظمة الجاري بها العمل. فيما حمل التقرير المسؤولية للجهات المكلفة بالمراقبة والرصد، عن هذا التقصير في حماية السواحل ضد ما وصفته الجمعية بالإجرام، الذي يضر بالبيئة البحرية والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة والإقتصاد المحلي والجهوي ومن خلاله الإقتصاد الوطني.
وخلف المشهد وفق ذات المصدر ذعرا في صفوف المصطافين، هؤلاء الذين كانوا يسبحون بمقربة من المنطقة الملوثة، مما حدا بهم إلى الأبتعاد عنها وإخبار عناصر السباحين المنقذين التابعين للوقاية المدنية باكادير، الذين هرعوا بدورهم إلى إخبار السلطات المحلية بإدارة الشاطئ ، لمعاينة هذه السابقة التي وصفها التقرير بالخطيرة.
وحسب المعطيات التي إستجمعتها ذات الجمعية فقد حجزت مصالح خلية الشرطة البيئة، التابعة للدرك الملكي المختصة بهذا النوع من التحقيقات والجرائم البيئية البرميل الذي يسع 20 لترا، يحتوي على 15 لترا من الزيوت الخاصة بصيانة المحركات، من أجل أخذ العينات وأخذ البصمات، ومعرفة مصدر هذا الفعل الاجرامي، وفتح بحث وتحقيق مستعجل في هذه النازلة التي تضرب عرض الحائط، مجهودات الدولة والمؤسسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية الوطنية، كمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وبرنامجها شواطئ نظيفة وعمل المجتمع المدني الميداني، بينما قامت مصالح مختصة بحماية البيئة بتنظيف المكان وحصر البقعة الزيتية.
ونبهت الجمعية العاكفة طيلة شهر ونصف بقرية بيئية للتوعية والتحسيس بحماية الشاطئ مع عموم المواطنات والمواطنين بخطورة هذا الفعل الاجرامي، الذي يستهدف البيئة البحرية والشاطئية التي هي حق للمواطنين والعائلات المغربية، مؤكدة في ذات السياق أن أي إغفال المراقبة والرصد من طرف المصالح المسؤولة والمعنية المباشرة بحماية السواحل، تجعل أفعال إجرامية كهاته تشل كل القوانين حماية السواحل التي وقع عليها المغرب، ويضرب بها عرض الحائط، وتجهز على المجهودات والتدابير المركزية والجهوية والمحلية.