قبل 25 سنة، وجدت عائشة العلوي الترجي ظالتها في قطاع الصيد كواحدة من الفاعلات في البحث العلمي المرتبط بالقطاع، حيث كانت بدايتها كباحثة احيائية داخل المعهد الوطني للصيد البحري بمدينة العيون، والدي استمرت به لمدة أربع سنوات، التحقت بعدها بالمعهد الوطني للصيد البحري بالدار البيضاء، ومنه إلى إطار بالمندوبية الفرعية بمدينة الرباط، فمديرية الصيد البحري والأحياء المائية التي حطت بها الرحال سنة 2005. وذلك قبل أن تتوج مسارها بتقلد مسؤولية رئاسة مصلحة التعاون مند سنة 2017، حيث الإرادة والطموح متواصلين في تسلق المزيد من المناصب، وتحقيق الافضل، لأن الانسان تقول عائشة العلوي” يطمح للأفضل”.
وتحضى عائشة العلوي بإحترام كبير في أوساط زملائها، وكذا الفاعلين الذين ربطتهم بها لحظات عمل. حيث تتحدث عائشة الترجي على هذه العلاقة بالكثير من الإسهاب والدينامية، لما يتسم به الوسط من انسجام و تفاني في العمل. فحسب عائشة” ليس هناك فرق بالنسبة للمهام المسندة للمرأة او الرجال، فإدارة الصيد ظلت تنظر للأمر من زاوية النتائج والأهداف المحققة بعيدا عن الطبيعة الفزيلوجية للأشخاص. فأنا تقول العلوي “لم ألمس طيلة عقدين ونصف من المسؤولية، أن هناك فرق في العمل بين المرأة والرجل، مند تشكيل وزارة الصيد، والمرأة تشتغل جنبا الى جنب مع أخيها الرجل. “الحمد لله هناك مساندة و مساعدة من طرف الرجل في جميع الملفات، التي اشتغلت عليها عندما كنت في مديرية الصيد او في مصلحة التعاون. دائما ما كانت العلاقة طيبة ومتميزة مع جميع الزملاء.” تقول العلوي.
وبخصوص مكانة المراة في قطاع الصيد المراة تؤكد عائشة العلوي أنها بالفعل فرضت نفسها منذ تشكيل وزارة الصيد البحري سنة 1982 و هي تعمل جنبا الا جنب مع زملائها في العمل البحري، باعتبارها جزءا لا يتجزء من المنظومة البحرية. ودلك من خلال توليها مناصب مهمة وحساسة، عن جدارة و استحقاق. وهي المناصب التي تمر في مجملها داخل نسق المباريات المهنية الوظيفية. إضافة الى رغبتها ومثابرتها وكفاءتها و تفانيها، نجحت المراة في تدبير المهام المسنودة إليها بدرجة عالية من الكفاءة. حيث أبانت على قدراتها العالية في معالجة ملفات بحرية مهمة، ما أهلها لتعتلي مناصب المسؤولية في القطاع كما هو الشأن للكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري، التي تواصل تحقيق النجاحات التي تتأتى بالفعالية في العمل.
وكشفت عائشة العلوي أن تشكيل خلية النوع منذ سنة 1999، فتح باب الانخراط الجدي للمرأة في قطاع الصيد البحري. حيث تم بدل مجهودات كبيرة على مستوى تأهيل و تكوين النساء، باعتبارهن عنصرا فعالا في الرفع من التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل الساحة البحرية، لتتبرز للوجود مجموعة من المؤسسات التضامنية والاقتصادية النسوية الموزعة على ربوع المملكة.منها تعاونيات نسوية مهتمة بتحويل وتثمين الأسماك، وتعاونيات تنشط في قطاع الطحالب وتربية الأحياء البحرية. اليوم برز للوجود جيل جديد من التعاونيان تضيف المسؤولة على مصلحىة التعاون، تشتغل في ميدان الصيد كما هو الشأن لتعاونية الموجة ببليونش. هذا دون إغفال خريجات المعاهد اللاتي يشتغلن على ظهر سفن الصيد البحري. وكذا وجود نساء يشتغلن في المعامل، وفتيات من خريجات المعاهد يعملن على ظهر السفن. وخلاصة القول أن المراة أصبحت حاضرة كما ونوعا في مختلف مشارب الحياة البحرية وحضورها يتطور بإستمرار.
وفي علاقة بالنسخة الأولى من استراتيجية اليوتيس ترى عائشة العلوي أن نجاح هذه الإسترتيجية، هو نتاج لنجاح وتألق العنصر البشري الذي سهر في تنفيذ و تنزيل استراتيجة اليوتيس على أرض الواقع، لتبقى الإنتظارات المستقبلية بخصوص النسخة الثانية من الإستراتيجية، هو تحقيق المزيد من الكتسبات للمرأة البحرية بشكل خاص، وللقطاع بشكل عام. حيث مطلب المزيد من الإهتمام بالعنصر البشري لأنه حلقة وصل أساسية في إنجاح أي إسترتيجية قطاعية، تروم تطوير العمل البحري. ودلك من خلال إستحضار هذه الخصوصية عند صياغة النسخة الثانية .