تتسم أسعار مصطادات الأخطبوط نوعا من التذبذب وعدم التوازن بأسواق السمك التابعة لميناء بوجدور، ما خلف نوعا من الإنزعاج في أوساط مهنيي الصيد بالإقليم ، خصوصا أن الأثمنة تتغير بشكل غريب على مدار التداول أثناء العرض طيلة اليوم.
وقال بحارة الصيد التقليدي في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، أن البحارة يفاجؤون كل مرة عند دخولهم لأسواق السمك التابعة لسواحل المنطقة ، باختلاف القيمة المالية للمصطادات عن سابقتها خلال نفس اليوم. وهو الأمر الذي يشكل صدمة لمهني الصيد، نظرا لتهاوي الأثمنة إلى قرابة النصف في بعض الأحيان.
و أضافت المصادر أن القيمة المالية لمصطادات الأخطبوط، كانت مطلع هذا الأسبوع تتراوح بين 135 و 140 درهما للكلوغرام الواحد، لتتهاوى بشكل حاد أمس الأربعاء، متأرجحة بين 70 و 110 دراهما للكيلوغرام الواحد. وذلك رغم وفرة الأحجام الجيدة للأخطبوط، التي تراوحت بين 3 و 4 كيلوغرامات في الحبة الواحدة.
و أوضحت المصادر المهنية، أن الطريقة التي ينهجها تجار السمك بالمنطقة من خلال التحكم في أسعار الأخطبوط من حيث الرفع أو التخفيظ، لا يخدم مصالح بحارة المنطقة، باعتبار موسمية هدا النوع من الرخويات، التي تبقى الملاذ الوحيد لمهنيي الصيد في تحسين مدخولهم والرقي بوضعهم الإقتصادي والإجتماعي.
من جانبه ابرز خميس مصطفى عضو بجمعية تجار السمك ببوجدور في تصريح هاتفي للبحرنيوز، أن العوامل الأساسية التي ساهمت في تذبذب أسعار الاخطبوط بأسواق السمك بالإقليم ، هي مرتبطة بشكل مباشر بتنافسية التجار على المنتوج، موضحا في ذات السياق أن القيمة المالية الأصلية للاخطبوط الجيد، تبقى ثابتة في أصلها، و منحصرة في حدود 100 درهم للكيلوغرام الواحد، إلا أن قلة العرض و كثرة الطلب حسب الفاعل الجمعوي، حتمت على كثير من تجار السمك، الرفع من القيمة المالية للمنتوج، ليصل في كثير من الأحيان لحدود 140 درهما للكيلوغرام الواحد، بغية تحصيل أكبر قدر من الأحجام الجيدة لإرضاء زبنائهم.
وأبرز الفاعل الجمعوي في ذات السياق، أن الأحوال الجوية الجيدة خلال الأيام الأخيرة، قد ساهمت في خروج عدد مهم من قوارب الصيد التقليدي في رحلات صيد بسواحل الإقليم، لتعود محملة بكميات من المصطادات تتراوح بين 200 و400 كيلوغرام من الاخطبوط ، وهو الأمر الذي تسبب في تنوع العرض ووفرته ، ما انعكس سلبا على القيمة المالية للمنتوج .
وأفاد المصدر المهني المحسوب على تجار السمك، أن سعر الاخطبوط بالديار الأوربية، لا يفوق في عمومه 12 أورو للكيلوغرام الواحد. وهو ما يعطي الإنطباع بدرجة التثمين الذي يشهده هذا النوع من المصطادات المنتمية لقطاع الرخويات، وذلك يشير المصدر ، نتيجة الإجراءات القانونية والتنظيمية التي وصفها بالمهمة ، التي يشهدها قطاع صيد الأخطبوط. حيث أن الأثمنة المحققة بالأسواق الجنوبية أصبحت تقارب نظيرتها المحققة بالسوق الأوربية.