عدم إكتمال النّصاب يؤجل إنعقاد دورة الغرفة الأطلسية الوسطى والرئيس يتهم أطراف إدارية ب “الصابوطاج”

فشلت الغرفة الأطلسية الوسطى صباح اليوم الأربعاء في عقد دورتها العادية الثانية، لعدم إكتمال النصاب القانوني بعد حضور 17 عضوا من أصل 35 منتخبا يمثلون مهنيي الصيد بالنفوذ البحري الممتد من إمسوان إلى طانطان. في وقت إحتاجت الغرفة لعضو واحد لتأمين نصابها ، الذي يتيح لها الإنعقاد .

وإتهم رئيس الغرفة الأطلسية الوسطى فؤاد بنعلالي في كلمة أمام الحضور، أطرافا وصفها بالإدارية، بالوقوف وراء الصابوطاج الذي تعرفه الدورة، مشيرا في ذات السياق أن أعضاءا هَاتفَهُم ، أكدوا له تلقيهم إتصالات من جهات إدارية، تحفزهم عن عدم الحضور لمنع تحقيق النصاب القانوني.  وهو معطى غير مقبول ولن يتم السكوت عنه يقول رئيس الغرفة، مبرزا في ذات السياق أنه كمسؤول تحمل مسؤولية رئاسة الغرفة، من أجل المضي قدم بما ينسجم مع مصلحة البلاد. وأكد رئيس الغرفة أنه كرئيس لا يمكن أن يدخل كطرف بين توجهين أو ثلاث تواجهات. فيما وعد رئيس الغرفة الحضور، بإعتباره  الشخصي  وكمجهز لنحو 35 سنة في هذا القطاع وكممثل للمهنيين وصل للكرسي الذي يشغله بشكل ديمقراطي، بأن ما وقع من أحداث وكولسة لتني أعضاء الغرفة عن الحضور، لن يتم السكوت عنه، وسيتم عقد ندوة صحفية بشأنه لتسليط الضوء على مختلف الملابسات .  

وبعد أن أكدت مصادر أن إلغاء الدورات بسبب عدم إكتمال النصاب يبقى أمرا واردا ويدعمه القانون المنظم ، سجلت ذات المصادر في ذات السياق، أن مكتب الغرفة إجتمع وأعد  جدول أعمال الدورة بشكل يساير تطلعات المهنيين وإنشغالاتهم المرحلية، مؤكدة أن المكتب لم يتلقى أي إعتراض على نقطة من النقاط  المدرجة ، كما ان إقتراحات الأعضاء تم تضمينها في جدول الأعمال،  بنوع من الشفافية والوضوح.  لكن المفاجأة كانت صباح اليوم بعد تغيب أكثر من نصف الأعضاء عن اللقاء. فيما أوضحت المصادر أنه في الوقت الذي تغيبت فيه بعض الوجوه متحججة بظروف خاصة أو إنشغالات مهنية خارج المدينة، فإن وجوه آخرى إختارت التغيّب دون أن تبرر غيابها، على الرغم من كونها عبرت عن إستعدادها للحضور قبل يوم أو يومين، مما يطرح السؤال حول الغيابات المتكررة لهؤلاء الأعضاء، والتي تربك عمل الغرفة وتؤخر أجندتها ، بشكل لا يتناسب والرهانات المعقودة على هذه المؤسسة الدستورية. فيما يطرح السؤال حول ما فائدة الترشح لعضوية الغرفة إن كان العضو سيواضب على الغياب عن الدورات .

جهات إدارية أكدت في تصريح للبحرنيوز، أن الغرفة تدفع ثمن العاطفة القانونية في التسيير، خصوصا وأن الغرفة لم تعمد إلى  إعتماد مقاربة عقابية، وتفعيل المسطرة في حق المتغيبين،  بالنظر لكون هؤلاء الأعضاء المتغيبين تنتظرهم إستفسارات من لدن المجلس الجهوي للحسابات، الذي سيسائلهم  في المستقبل كما سيسائل مكتب الغرفة بخصوص الغيابات المتكررة لبعض الأعضاء. فيما أكدت المصادر أن  توالي الغيابات، كان من المفروض أن تتفاعل معه الغرفة بيد من حديد، لمنع التشويش الذي يشكله هذا الغياب. غير أن  رئيس الغرفة ظل يستبعد خيار التضييق على الغياب وإتباع مسطرة العزل في حق المتغيبين لدورات متتالية، واصفا الأمر بغير المنطقي، لكون الغرفة إختارت باب الإنفتاح والنقاش والتشاور ، وبالتالي فهي تحتاج لكل أعضائها ومنفتحة على كل الكفاءات. 

من جانبها سجلت مصادر متتبعة وعليمة بخبايا التسيير داخل الغرفة الوسطى، أن الأغلبية المسيرة تعاني من عدم إنضباط بعض المحسوبين على نفس الحزب الذي يديره رئيس الحكومة، بل منهم من إختار التمرد على الأغلبية،  بما فيهم أسماء بعينها من داخل معسكر الرئيس، خصوصا تلك المنتمية لقطاع الصيد في أعالي البحار. حيث تساءلت مصادر ماذا يقع بحزب رئيس الحكومة على مستوى سوس العالمة، الذي لم يستسغ بعض ما وقع في إنتخابات رئيس جماعة أورير ، حتى بدأت تلوح أزمة جديدة في الأفق القريب على مستوى غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، وهي مؤشرات تؤكد حسب المتتبعين عدم الإنضباط الذي أصبح يتخبط فيه ثلة من منتخبي الحزب بالغرفة، بما فيهم مقربون من دائرة القرار السياسي، الذين من المفروض  فيهم حماية لحمة الحزب وتقوية إشعاعه الديموقراطي،  حيث حاول كريم أشنكلي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة، التعاطي مع هذه التخبطات بشكل إستباقي، وأعلن حضوره للدورة لتكريس الإنضباط ، لكن دون أن تفلح هذه المساعي في تجنيب الحزب فضيحة جديدة عبر بوابة الصيد البحري، كان من الممكن تلافيها، لو بالفعل إستحضرت مكونات الأغلبية المسيرة للغرفة، معني العمل الحزبي ، وكذا المسؤولية المنوطة بهذه المكونات على مستوى أداء الغرفة وتسييرها.

وتندر التطورات التي تعرفها غرفة الصيد الأطلسية الوسطى بصيف ساخن، وسط الحديت عن كون الدورة القادمة التي يراهن عليها المجلس في نقاش نقاطه بمن حضر، قد تحمل في طياتها إشارات ساخنة، لاسيما وأن أمام الرئيس دورتين  قبل إنتخابات نصف الولاية، لإعادة النظر في أغلبيته ومكوناتها على مستوى “الميدان أحميدان” لمواجهة التطورات التي تعرفها تشكيلة المكتب. وهي جهود ستجد مساندة قوية من طرف الجهاز الحزبي،  فيما تشير المصادر العارفة بخبايا الحنطة، أن الجسم المهني سيضل يرقب عن كتب تطورات الوضع في غرفة قزم القانون أدوارها، وركز مهامها في وضع إستشاري، مما يطرح مزيدا من الأسئلة حول التمثيلية المهنية، وما يحيط بها من صراع مهني مهني يعبر بصدق عن واقع قطاع تتراكم فيه الملفات على حساب الإنشقاقات والتكتلات.

وكان من المنتظر أن يتضمن جدول أعمال الدورة المؤجلة إلى حين، المصادقة على محضر الدورة السابقة، ثم المصادرقة على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2023، فيما سينكب أعضاء الغرفة على الخوض في وضعية مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، التي تعرف نقاشا قويا على مستوى الأوساط المحلية،  مع النقاش حول استكمال مخططات التهيئة وبعض المختلفات.