تعيش الساحة المهنية برأس الما على صفيح ساخن في ظل الظروف التي رافقت تجديد مكتب جمعية أرباب مراكب صيد السردين برأس الماء، والذي عرف عقد جمعين متفرقين، أفرزا مكتبين مسيرين، أحدهما جدد للرئيس السابق المعلم منصور لولاية جديدة، فيما ذهب الجمع الأخر إلى وضع الثقة في اليمني بلخير رئيسا جديدا.
وفي تفاصيل هذه الواقعة التي تعد سابقة بالمنطقة، أكد المعلم منصور أنه تقدم إلى السلطات بطلب تجديد المكتب، محددا يوم الأحد 30 غشت 2020 على الساعة الرابعة بأحد مطاعم المنطقة، موعدا للجمع. لكنه تفاجأ بغياب مجموعة من الوجوه، إلى جانب ممثل السلطة. ما جعل الجمع الذي إكتملت له شروط الإنعقاد، من حيث حضور النصاب القانوني على مستوى المكتب القديم وكذا مجهزي الميناء يقول منصور، يباشر أشغاله ، التي إنتهت بتجديد الثقة في شخصه، ومنحه الصلاحية في إختيار باقي أعضاء المكتب.
وأوضح المعلم منصور أن حجم المفأجاة كان كبيرا، بعد أن تداولت بعض الصفحات الفيسبوكية والمواقع الإخبارية المحلية، خبر إنتخاب رئيس جديد للمكتب، في جمع عام إستثنائي، غير الذي تم عقده رفقة منخرطي الجمعية. وبمكان غير الذي تم تحديده للسلطات عند تقديم طلب التجديد، وبوجوه لاينتمي عدد منها إلى الميناء. حيث زاد من حجم الصدمة رفض السلطات تسلم محضر الجمع العام، وتشكيلة مكتبه التي أفرزها الجمع الأول. إذ دعا منصور ، السلطات إلى الحياد وإحترام الشرعية، في تعاطيها مع النازلة، خصوصا وأن ممثل السلطة حضر للجمع الآخر، في خطوة تبعث على الكثير من الشكوك، بعد دخول جهات سياسية نافذة على خط النازلة تريد السيطرة على الجمعية يفيد المصدر.
وسجل المعلم منصور أن الظروف الإستثنائية المرتبطة بالوضعية الصحية، التي شهدتها البلاد هذه السنة ، قد أخرت إنعقاد الجمع العام الذي كان سينعقد في وقت سابق، مسجلا أن الفترة السابقة من تحمل المسؤولية ، إتسمت بالعمل والمرافعة على مشاكل وقضايا الحنطة ، على مستوى ميناء رأس الماء، الذي يعد اليوم مفخرة من حيث التنظيم، والبنيات التي يتوفر عليها بالنسبة للفاعلين المهنيين محليا، منددا في ذات السياق بالمحاولات البئيسة، لبعض الدخلاء، خصوصا أصحاب التلاوين السياسية. هؤلاء الذي يحاولون وفق تعبيره، زعزعة إستقرار المنطقة مهنيا، لتحقيق مآرب سياسية، في إرتباط مع الإستحقاقات التي بدأت أشعتها تلوح في الأفق القريب.
وفي وقت باءت فيه محاولات البحرنيوز بالفشل، في الحصول على تصريح اليمني بلخير، الرئيس الذي أفرزه الجمع العام الآخر، حيث تبقى الجريدة منفتحة على مختلف الأراء والردود حالة توصلنا بها ، سجلت تصريحات متطابقة لجهات تابعت الجمع العام، الذي أفرز بلخير رئيسا ، مشروعية هذا الجمع العام، الذي إنعقد بناء على الطلب الذي تقدم به الرئيس السابق المعلم منصور للسلطات، هذا الآخير الذي غاب عن اللقاء لظروف تخصه وفق ذات المصادر، مسجلة في ذات السياق، ان بعث دماء جديدة في المكتب المسير ، فرضته المشاكل التي يتخبط فيها قطاع صيد السردين بالمنطقة، والذي يعرف تهميشا واسعا، ومشاكل جمة منذ عدة سنوات، من قبل المسؤولين على القطاع ووطنيا.
وفي ظل التضارب الحاصل في الأراء، يبدو ان القضاء هو الذي سيحسم في هذه النازلة التي أشعلت الرأي العام المهني على المستوى المحلي، خصوصا بعد الطعن الذي تقدم به المعلم منصور ضد مكتب بلخير وجمعه العام. وهو ما يفتح النازلة على الكثير من التأويلات التي إتخذت إشعاعا تجاوز المحلية، في ظل صراع الكبار ، وما يرافقه من تجاذبات وإستقطابات، إنطلقت فصولها داخل الساحة المهنية إستعدادا للإستحقاقات القادمة .