علم الأعصاب الإدراكي في طريقه لمعاهد ومراكز التكوين البحري ..!

شكل موضوع ” مساهمات علم الأعصاب التربوي “Les neurosciences” في تطوير وتجديد الممارسات البيداغوجية التعلمية والتعليمية “، محور مؤتمر نظمه قطاع الصيد  في شخص مديرية التكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ على مدى يومي الخميس والجمعة،  بشراكة مع  العصبة المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية والمعهد الفرنسي بطنجة ، حيث ركز المؤتمر على النقاش العلمي حول الأدوار الممكنة للإدراك والتفكير والأحاسيس والمعرفة بالذات في مجال التعليم والتربية وفهم القرارات الطلابية.

ويعد علم الأعصاب التعليمي علما ناشئا يجمع بين الأبحاث الأساسية في مجال علوم الأعصاب وعلم النفس التربوي ونظريات علم التربية، ويحاول استكشاف العلاقة بين طرق التعليم المختلفة وتأثيرها على المناطق المخصصة للتعلم داخل الدماغ، وذلك لمحاولة تطوير طرائق التعلم وتحقيق فاعلية أكثر في استيعاب المعلومة، ودراسة ومراقبة ذلك من خلال أبحاث وتجارب علم الأعصاب. حيث عرف اللقاء مشاركة واسعة من طرف مدراء وأطر مؤسسات التكوين البحري في قطاع الصيد البحري.

ووقال إدريس التازي أن هذا المؤتمر  يكتسي أبعادا هامة في تطوير المنظومة التكوينية والإنفتاح على التقنيات الجديدة ، خصوصا وأن المؤتمر يدفع في إتجاه الانتقال بالنتائج العلمية من المختبر إلى الفصل الدراسي،  وفسح المجال أمام مدراء وأطر مؤسسات التكوين من الإحتكاك بخبراء ومتخصصين، في سياق  تعميق التفكير والنقاش حول أساليب التدريس الجديدة. والاطلاع على اخر المستجدات في التقنيات البيداغوجية العلمية والتقنية والتكنولوجية في جانب التكوين والتدريب.

وأكد المدير أن المؤتمر يعد فرصة لإقامة علاقات التعاون مع الخبراء والباحثين والمؤسسات المتخصصة، وكذا خلق مساحة للمشاركة والتبادل حول علم الأعصاب الإدراكي، الذي يتيح اليوم إمكانيات كبيرة على مستوى التكوين ، من خلال معرفة عمل الدماغ الذي يجب أن يأخذه الأستاد بعين الاعتبار لتكييف طريقة تدريسه، من أجل فهم أفضل وتنمية انتباه المتعلم. لذلك يعول على المؤتمر من أجل تزويد الفاعلين في التكوين البحري، بمقاربات جديدة، بما يضمن إستثمار  للآليات والأدوات ذات الصلة بالممارسة التربوية. 

إلى ذلك إعتبر رئيس العصبة المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية، أن تنظيم هذا المؤتمر يؤكد على الرغبة الحاصلة في الإستفادة من هذه التقنيات الجديدة في التعليم والتعلم ، كممارسة تأخذ  بعين الإعتبا، المفهوم الدهني للتلميد أو المتدرب ، إذ بات من اللازم أن  يكون هذا التلميد أو المتدرب مدركا لما يتعلمه،  باستغلال ممارسة صفية جديدة تأخذ بعين الإعتبار المفهوم الدهني للتلميدة وكيف يمكن أن يستوعب تعلمه  كيفية باحاسيسسه  عن طريقة كيفية إستغلال  كل ما يتعلق بأحاسيسه وطريقة  تفكيره  و تعلمه انطلاقا من معرفته بذاته والمفهوم  الادراكي والدهني.

وشددت تصريحات متطابقة على أهمية  الورشات  التكوينية التي عرفها الملتقى، بما حملتها من ميكانيزمات  ستغني معارف الأطر التكوينية  وستمدهم بمجموعة من الادوات لتدبير القسم بشكل عقلاني والاستفادة من الفرص التي يتيحها  علم الاعصاب في التربية والتكوين، من خلال معرفة سلوكيات المتعلم داخل القسم، وبالتالي اتخاد الاجراءات المساعدة على تدبير القسم بشكل جيد. كما أن المعرفة المعمقة لعلم الاعصاب، تقترح على المؤطرين مناهج لمعرفة هل المتعلم حفظ المعرفة ام لا  والتأكد من السير العادي للمتعلمين داخل الفضاء التكويني. 

ويتفرع المؤتمر إلى يومين وفق برنامج يضم  8 ورشات تكوينة ومحاضرتين ينشطها خبراء من اساتدة ومختصين، حيث يعول كثيرا على توصيات هذا المؤتمر في تعزيز دينامية التكوين البحري، الماضي في تنزيل مجموعة من الإصلاحات البيداغوجية، الرامية إلى تجويد المعرفة البحرية ، والإرتقاء بالتكوينات التي تقدم على مستوى مراكز ومعاهد التكوين ، خصوصا وأن إدريس التازي كدير مديرية التكوين البحري وبمعية فريق عمله يحدوهم طموح كبير في جعل مؤسسات التكوين أكثر جادبية، وفق مقاربات تراهن على جعل العنصر البشري  جوهر العملية التعليمية والتعلمية.