عقدت الجامعة الوطنية للصيد البحري أمس الأربعاء، لقاء تواصليا مع بحارة الصيد في أعالي البحار أو ما يعرف بالصيد الصناعي، على مستوى مثلث الصيد بميناء أكادير ، وهو اللقاء الذي يسبق إنطلاق الأطقم البحرية في إتجاه مصيدة الأخطبوط .حيث شكل اللقاء مناسبة للخوض في مجموعة من المطالب التي تهم رجال البحر في سياق الإحتفالات القائمة باليوم الدولي لرجال البحر .
وقال عبد الحليم صديقي الكاتب العام للجامعة الوطنية للصيد البحري UMT في تصريح للبحرنيوز، أن الهدف من هذا اللقاء الذي تحول إلى تقليد يسبق مواسم الصيد، يبقى هو الاستماع لمطالب البحارة وصياغة ملف مطلبي جديد يتحضر المستجدات القائمة تماشيا مع تطلعات رجال البحر، مؤكدا في ذات السياق أن اللقاء عرف حضور رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى فؤاد بنعلالي، الذي كان مرفوقا بأمين مال الغرفة محمد أعضيض ، وهو معطى فتح بابا إسترتيجيا أمام الحوار، في إتجاه تعزيز كرامة البحارة ، والإرتقاء بوضعيتهم الإجتماعية .
وأوضح الكاتب العام للجامعة ، ان المطالب ركزت في عمومها على احداث صندوق للتعويض على الراحة البيولوجية، مع المطالبة بتعزيز أيام العمل ورفع مدة المواسم، بشكل يضمن نوعا من التوازن على مستوى النشاط المهني. كما تمت الدعوة إلى تحسين دخل البحارة والضباط، وتقسيم مداخيل البحارة على مدار السنة، لضمان الاستفادة من التغطية الاجتماعية، مع تحسين المؤونة وظروف العيش على متن السفن إبان موسم الصيد. فيما تمت الدعوة إلى مواصلة الحوار مع المجهزين من أجل إجرأة هذه المطالب وتعزيزها، هذا في وقت أجمع الحضور على ضرورة تعميم مغربة أطر الأطقم البحرية، لمنح فرص أكبر للأطر المغربية في إتجاه افرتقاء في سلم المسؤولية على متن سفن الصيد .
وشكل حضور فؤاد بنعلالي رئيس الغرفة لأشغال هذا اللقاء التواصلي ، محط تنويه من طرف البحارة، هؤلاء الذين أكدوا أن هذا الحضور يشكل مرحلة إنتقالية على مستوى الحوار، لاسيما وأن هذه اللقاءات ظلت تعرف نفورا من طرف المسؤولين ، وبالتالي فحضور رئيس الغرفة له رمزيته في تدبير الحوار، وإعطاءه بعدا مؤسساتيا ، في التعاطي مع مطالب رجال البحر ، عبر بوابة الغرفة إنسجاما مع الأدوار المنوطة بهذه المؤسسة المهنية، لاسيما في هذا الأسبوع الذي يتميز بالإحتفاء برجال البحر تزامنا مع يومهم الأممي. حيث التوصية بالإستماع للمكون البحري ، والتعاطي مع قضاياه ومشاكله وتحدياته المهنية ، بما يضمن الإرتقاء بكرامته الإنسانية في أداء مهامه، وتحفيز وضعيته الإجتماعية ، وخصه بإمتيازات تنسجم مع مهامه المصنفة ضمن أخطر المهن على المستوى الإنتاجي.
وأكد فؤاد بنعلالي رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى في تصريح للبحرنيوز ، أنه كرئيس غرفة ومستثمر في قطاع الصيد في أعالي البحار، هو واع تمام الوعي بالتحديات التي تواجه بحارة الصيد في القطاع لاسيما في ظل التحديات التي تواجه المصايد، مبرزا في ذات السياق أن اللقاء كان مناسبة لتعزيز التواصل ، وفتح أفاق واعدة، للإشتغال بمعية مختلف المتدخلين على مستوى الإرتقاء الوضعية الإجتماعية لرجال البحر، حيث يبقى التحدي الأكبر اليوم، هو إيجاد حلول حقيقية لمعضلة الراحة البيولوجية، التي تبقى الهاجس الأكبر لمهنيي القطاع مجهزين وأطقم بحرية.
وأوضح المسؤل المهني ، أنه من غير المعقول ونحن في حضرة الدولة الإجتماعية التي يحرص فيها جلالة الملك ، على تعميم التغطية الإجتماعية للمواطن، كواحدة من أصول العيش الكريم، نجد بحارة يحرمون من هذه التغطية في أشهر من السنة، بالنظر للراحة البيولوجية الطويلة ، خصوصا وأن سفن الصيد أصبحت ملزمة بالتوقف لسبعة أشهر من السنة ، وهي فترة يدخل معها أغلب البحارة في بطالة إضطرارية تعقد من وضعيتهم الإجتماعية. وبالتالي فسلطات القرار هي مطالبة اليوم بالتفكير الجاد بمعية مختلف الفاعلين، بإعادة النظر في تدبير فترة الراحة البيولوجية.
وأكد رئيس الغرفة أن الأولوية اليوم يجب أن تنصب في إتجاه كيفية معالجة هذه العطالة، والتفكير الجاد في طرق تضمن للبحارة الوللوج للتغطية الإجتماعية بشكل مستدام ، مشيرا في ذات السياق أن هذا الملف قد أخذه على عاتقه كواحد من الملفات ذات الأهمية القصوى في النقاش مع الفرقاء المتدخلين، لاسيما على المستوى الإداري، في إشارة للصندوق الوطني للضمنان الإجتماعي، كمؤسسة مطالبة بلعب دور كبير في إيجاد تخريجة مع باقي المتدخلين، من إدارة ومهنيين، للحفاظ على كرامة البحار، وتحفيز وضعيته الإجتماعية، وقبلها الإنتاجية، بالنظر للتحديات الكبرى التي تواجه المصايد اليوم.
ورفع رجال البحر المشاركون في هذا اللقاء التواصلي مجموعة من الشعارات، التي تلفت النظر لوضعيتهم القطاعية والإنتاجية، ويطالبون بسن تعويض عن الراحة البيولوجية ، ومحاربة مختلف الظواهر السلبية التي تضر بقطاعهم المهني، وحماية المصايد التي تعد مورد رزقهم عبر تعزيز أليات المراقبة . فيما دعا المشاركون في اللقاء إلى تعزيز أليات الحوار بما يخدم مصالح مختلف المتدخلين بحارة وأطر ومجهزين، لاسيما أون واقع الحال يؤكد أن التحديات القائمة تدفع بقطاع الصيد البحري للغرق في الكثير من التحديات، ما لم يتم التعاطي بشكل إستباقي مع كثير من الظواهر ، لخلق إستقرار إنتاجي، يتيح نوعا من التوازن على مستوى مناخ الأعمال القطاعي ، ومعه تحصين فرص الشغل أمام الأزمات المترددة .
وكان لقاء جمع بعض ربابنة أعالي البحار بمعية بعض المجهزين بكل من مدير الصيد ومدير INRh، بتنظيم من جامعة UMT وبتنسيق مع غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، قد دعا الإدارة الوصية على القطاع، إلى إعادة النظر في مدد الراحة البيولوجية التي تتمدد سنة بعد سنة. حيث أكد المتدخلون على ضرورة رفع أشهر العمل إلى 8 أشهر على الأقل، لاسيما وأن أيام العمل في السنوات الأخيرة تقلصت بشكل كبير، حيث أن المواسم أصبحت محدودة، وهو الأمر الذي كان له وقع سلبي على الوضعية الإجتماعية للبحارة، خصوصا في ظل الإرتفاعات التي تعرفها نفقات الإنتاج وتراجع أثمنة المنتوج المغربي في الأسواق الدولية، ومعها محدودية الكوطا الموسمية.
ووفق ذات المتدخلين فإن هذه الظروف بقدر ما تهدد إستقرار اليد العاملة، هي تهدد الإستثمار، وتربك الرؤيا التخطيطية للشركات، حيث أن من غير المعقول أن الأسطول يتوقف لسبعة أشهر كاملة، ويشتغل فقط خمسة أشهر، في حين كان الأسطول في وقت سابق يشتغل لتسعة إلى عشرة أشهر، وبالتالي فالتعاطي مع الظرفية الحالية تحتاج لبدل مجهود خرافي لصيانة الإستثمار ومعه الوضعية الإجتماعية للبحارة، الطامحين لتحسين الأجور، وقبل هذا وداك ضمان إستدامة المصايد التي تعتبر الضامن الأساسي لكل إجتهاد وتحفيز.