تعالت عدة أصوات، مطالبة بضروة إعتماد وزارة الصيد البحري لراحة بيولوجية على مستوى مصايد الأسماك السطحية الصغيرة بسواحل الدائرة البحرية العيون بناء على معطيات مهنية علمية، تشير إلى أن الأسماك السطحية الصغيرة، شأنها شأن الموارد السمكية الأخرى، لها ارتباطات ببعض المناطق التي تتميز بظروف مناخية و مائية معينة، تسمح بالضمان الأمثل للعمليات البيولوجية الرئيسية (التبييض و التفريخ).
ويأتي هذا النداء في خضم توقيف مراكب الصيد الساحلي صنف السردين نشاط رحلاتها البحرية، بسواحل مصيدة العيون لمدة أسبوع، بسبب حجم الأسماك السطحية الصغيرة التي لا ترقى إلى متطلبات التسويق والتعليب، إذ كشفت مصادر من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أن مدة أسبوع تبقى غير كافية غير انه تبقى مبادرة تستحق التنويه والتشجيع. لاسيما وأن مثل هذه المبادرة تؤكد وجود إستعداد لدى الفاعلين المهنيين للعمل على الإنخراط الصريح في كل ما من شأنه إعادة التوهج للمصيدة بعد إستشعارهم لخطورة التحديات التي تواجه مصيدتهم .
وحسب ذات المصادر العلمية فإن الحل الأمثل والذي من المفروض التشاور بشانه مع الفاعلين المهنيين من أجل حشد موافقتهم ، يبقى هو التحرك في إتجاه إقرار فترات محددة في السنة للراحة البيولوجية يتم التوافق بشانها إدارة ومهنيين، لتدبير مصيدة الأسماك السطحية بالمنطقة. بما يضمن الحفاظ على المخزونات السمكية من صنف السردين، ويحافظ على استدامتها للأجيال القادمة، حيث يبقى تحديد هذه الفترات إنسجاما مع “فترات التوالد و التفريخ“، كفترة من المفرض حمايتها ومنع الصيد فيها بشكل مؤقت.
وأفاد حسن الشرمودي مُجهز وربان مركب لصيد السردين، في تصريحه لجريدة “البحر نيوز”، أن مراكب صيد السردين، التي تنشط بمصيدة العيون، قد أوقفت نشاطها البحري، بسبب صغار الأسماك وارتفاع كلفة الرحلات، مما دفع الجميع إلى الإنخراط في عملية توقيف نشاط الصيد، حماية للثروة السمكية واستدامتها. فيما حمّلت فعاليات جمعوية بميناء المرسى بالعيون المسؤولية للجميع إدارة و مهنيين، وأنه ليس من قبيل المجازفة القول أن الثروة السمكية بالمنطقة أصبحت مهددة بشكل مخيف، ومبعث الخوف الكبير يكمن في غياب المراقبة الصارمة، من قبل السلطات المينائية، ما يشجع على استنزاف المجال البحري، حيث سجلت لمرات عدة ومنذ أن تم إعتماد الصناديق البلاستيكية جلب كميات من السردين فوق (الكوبيرتا).
وسقطت غالبية المراكب في المحظور، على سبيل المثال(مركب يتوفر على 2000 صندوق فارغ أبحر في رحلة صيد، قام بعملية صيد أولى خلالها قام بتعبئة 1000 صندوق من السردين، وفي محاولة ثانية قام بتعبئة 700 صندوق، يعني في محاولتين لرمي شباكه قام بتعبئة 1700 صندوق من السردين وبقي لديه 300 صندوق فارغ، وبدلا من التوجه صوب الميناء لتفريغ المصطادات السمكية، حفاظا على جودتها وربحا للوقت، يعمد إلى رمي الشباك للمرة الثالثة حيث يقوم بتعبئة 300 صندوق الفارغة، ورمي ما تبقى من المصطادات العالقة بشباكه بعرض البحر Rejets en me. وقد تصل الكميات التي يتم رميها إلى الأطنان مخلوطة، وهو ما ساهم إلى حد ما في تفاقم مشكل إختفاء السردين، وتعالت المطالب بشأن تقنين عمليات الصيد ، كمدخل أساسي للحفاظ عليها وضمان استدامتها طبقا لاستراتيجية ومخططات أليوتيس.