في أجواء يسودها الاعتراف والوفاء، احتضن مقر نقابة أرباب المراكب بمدينة الصويرة، صباح الاثنين 15 شتنبر 2025، لقاءً احتفاليًا خصص لتكريم السيد حسن أزرقي، مندوب المكتب الوطني للصيد البحري المنتهيه مهامه بهذا الميناء بعد أن حملته رياح التنقيل صوب ميناء العرائش، وهو الذي بصم مساره الإداري بحضور وازن في عدد من الموانئ الاستراتيجية بالمملكة بالوسط والجنوب والشمال.
اللقاء، الذي جمع مختلف شرائح المهنة بمدينة الصويرة، من ممثلي الصيد التقليدي والساحلي، وتجار السمك بالجملة، بحضور الكنفدرالية الوطنية لتجار السمك بالموانئ والأسواق المغربية، إضافة إلى مسؤولي المكتب الوطني للصيد، ووممثلين عن مندوبية الصيد، والوكالة الوطنية للموانئ، تحوّل إلى لحظة إنسانية بامتياز، جسدت معنى الإعتراف بقيمة الرجل الذي ظل قريبًا من هموم المهنيين وقضاياهم اليومية طيلة الفترة التي قضاها كمسؤول إداري بينهم، وهي الفترة التي ترك فيها أرزقي لمسته الإدارية والإنسانية
وقد تناوبت الهيئات المهنية على تقديم شهادات في حق المحتفى به، أبرزها كلمة عبد اللطيف السعدوني، الذي وصف اللقاء بـ”التاريخي”، معتبرًا أن أزرقي الذي وصفه “بإبن بطوطة الموانئ” في كناية على كثرة ترحال الرجل بين الموانئ، كان وما يزال رمزًا للنزاهة والمهنية العالية، ومثالًا يحتذى به داخل أوساط المكتب الوطني للصيد البحري. وأضاف أن الرجل لم يكن مجرد إداري ينفذ القوانين والقرارات، بل كان جسرًا حقيقيًا بين المهنيين والإدارة، ومفسرًا لمشاكلهم أمام مختلف الشركاء.
واستحضرت المداخلات حسب السعدوني، ما ميز مسيرة أزرقي من كفاءة وجدية وتفانٍ، حتى صار عارفًا بخبايا المهنة وأدق تفاصيلها. وقدّم الحاضرون صورة عن إداري من طينة خاصة، جعل من نفسه رجل ميدان، يتقاسم مع المهنيين صعوباتهم ويبحث معهم عن الحلول الممكنة، مؤكدين أن نجاح أي إدارة يُقاس بقدرتها على بناء جسور الثقة مع شركائها، وهو ما جسده المحتفى به بامتياز.
وأشار رئيس الكنفدرالية ، أن مدينة الصويرة، التي عُرفت عبر التاريخ بكونها مدينة الرياح والانفتاح، اختار مهنيوها أن يقولوا كلمتهم اليوم اعترافًا بواحد منالإداريين الذين مروا من هنا، وتركوا بصمتهم في ذاكرة المكان والمهنة. لقد كان الاحتفاء بأزرقي لحظة صادقة لإبراز أن الاعتراف قيمة إنسانية رفيعة، وأن الوفاء لرجال الإدارة الذين أخلصوا في أداء مهامهم هو تجسيد لثقافة نبيلة تليق بمدينة الحضارة والتعايش.
إن تكريم حسن أزرقي لم يكن مجرد وقفة رمزية، بل رسالة عميقة الدلالة، أن المسؤولية الإدارية حين تقترن بالصدق والنزاهة والقدرة على الإصغاء، تتحول إلى قيمة مضافة في تدبير الشأن المهني، وتبني جسورًا من الثقة والاحترام المتبادل بين الإدارة والفاعلين. وهو الدرس الذي أكده اللقاء بالصويرة، ليظل شاهدًا على أن الاعتراف بالآخر هو أرقى أشكال التكريم، وأن الإنسان الكفء يظل حاضرًا في ذاكرة الجماعة مهما غيّبه التقاعد أو حوّلته المسؤوليات.