عرضت وزارة الثقافة والتواصل المغربية، الخميس، “أقدم حلي في العالم” كانت اكتُشفت قبل شهرين في بلادها، وذلك في موقع شالة التاريخي بالعاصمة الرباط.
وقال عبد الجليل بوزوكار، مدير مختبر المصادر البديلة لتاريخ المغرب بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، إن الاكتشاف “يبين أنه المرة الأولى في تاريخ البشرية التي استعملت الصدفيات (البحرية) كحلي للزينة ولتعبيرات أخرى”. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بوزوكار لوسائل الإعلام، على هامش عرض “أقدم حلي في العالم”، الخميس، بالرباط.
وخلال سبتمبر الماضي، أعلن علماء وخبراء من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية اكتشاف 32 قطعة من الأصداف البحرية (تسمى تريتيا جيبوسولا)، استخدمت كحلي للزينة، تعد الأقدم من نوعها في العالم.
وقال بوزوكار إن هذه الاكتشافات، التي تمت بمغارة بزمون قرب مدينة الصويرة، تهم مجموعة من الصدفيات البحرية التي قام الإنسان بجمعها من شاطئ البحر منذ 150 ألف سنة، مضيفا أنه تم ثقبها وطلائها بمادة حمراء، وهي مادة غنية بأوكسيد الحديد”. ولفت إلى أن هذا الاكتشاف أفاد بأنه “للمرة الأولى في تاريخ البشرية، تم استعمال هذه الصدفيات كحلي للزينة ولتعبيرات أخرى”.
ومن بين هذه التعبيرات، أوضح بوزوكار أنه “لأول مرة تم تحويل جسم الإنسان لوعاء لكي يقوم بمخاطبة أفراد من مجموعته أم مجموعات أخرى، بالإضافة إلى كون هذه الصدفيات تستعمل كرموز، أي أن الإنسان استعملها لبعث رسائل لمخاطبة مجموعات أخرى”. وبحسب الخبير المغربي في علم الآثار، فإنه “يمكن ربط هذا الاكتشاف ببدايات ظهور اللغة البشرية”.
وتابع: “هذا الاكتشاف يبين ظهور الهويات، أي عندما يجمع الأفراد الصدفيات من مكان يبعد عنه بـ 50 ملم، فهذا يعني أن هناك قاسما مشتركا بين هؤلاء الأفراد والمجموعات، أي أنها تتسم بهويات معينة”. وأضاف: “استعمال هذه الصدفيات لم ينحصر بالمغرب، بل تم ظهورها في مناطق أخرى بشمال إفريقيا، مثل الجزائر حيث تم العثور على صدفتين يعود تاريخهما إلى 35 ألف سنة، وبجنوب أفريقيا يعود تاريخها إلى 75 ألف سنة”.
ويزخر المغرب بعدد كبير من المواقع الأثرية التي تعاقبت عليها حضارات وحكام من حقب تاريخية مختلفة، ما جعل منظمة “يونسكو” (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) تُدرج بعض هذه المعالم على لائحتها للتراث العالمي، مثل المدن القديمة في كل من فاس ومكناس ومراكش وتطوان.
البحرنيوز : الأناضول