عاد مهنيو الصيد البحري بالمنطقة المتوسطية لا سيما بسواحل الدريوش والناظور ، ليعبروا عن مخاوفهم وقلقهم المتزايد جراء مادة لزجة سريعة الإنتشار تزحف على المصايد المتوسطية ، مخلفة نوعا من القلق في صفوف مهني وبحارة الصيد بالمنطقة. هؤلاء الذين لوحوا بتوقيف نشاطهم إصطراريا، أو الانتقال إلى موانئ مجاورة أكثر أمانا على معدات صيدهم.
وحسب تصريحات متطابقة لعدد من مهني الصيد بالناظور في إتصال مع البحرنيوز ، فإن عوالق لزجة تصطادها شباكهم ، متسببة في إنسداد عيون هذه الشباك، التي تغدو تقيلة بشكل يصعب معه رفعها من طرف الصيادين ، مهددة مراكب الصيد بفقدان التوازن جراء وزنها الثقيل، الذي يتسبب في تمزق الشباك ويعرقل عملية الصيد .
من جانبه وصفت مصدر مسؤول من داخل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري الظاهرة بالعادية ، وأنها ظاهرة طبيعية ، حيث يتعلق الأمر بعوالق حيوانية تسمى “les Salpes” وهي عبارة عن كائنات جيلاتينية وبروتينية، تتحرك مقتفية المياه الدافئة والمعتدلة. فيما نبهت ذات المصادر الصيادين إلى تجنب الإبحار في المناطق التي تنتشر بها، حتى لا تتضرر معدات صيدهم.
وأضاف المصدر المطلع، أن هذه العوالق هي تظهر لفترة معينة تم تختفي لوحدها ، مسجلة في ذات السياق ظهور les Salpes” بالسواحل المتوسطية ، مؤكدة ما ذهب إليه مهنيو الصيد، بكونها تعلق بالشباك وتشمع فتحاتها، ما يؤثر على دخول وخروج المياه ، الشيء الذي يزيد من وزنها وقد يضر بمعدات الصيد.
وتتغذى الكائنات الجيلاتينية المذكورة حسب ما أوردته تقارير علمية متخصصة، على الأملاح والعوالق النباتية ، سيما بلانكتون النبات ، وهي تتكاثر بشكل أسرع من باقي الحيوانات الجيلاتينية إذ توفر لها الوسط المناسب ، غير أن حضورها في النظام الإيكولوجي البحري ، ظل محط بحث مسترسل للباحثين والمهتمين بالأحياء البحرية .