غموض يلف تأجيل إجتماع يهمّ الأسماك السطحية الصغيرة وسط مطالب بمناظرة وطنية حول المصيدة

يلف الكثير من الغموض قرار الإدارة الوصية تأجيل الإجتماع الذي كان من المقرر أن يجمعها بالتمثيليات المهنية حول تحديات الأسماك السطحية الصغيرة يوم غد الثلاثاء 07 ماي 2024 ، بعد ان كانت قد دعت إلى ذلك في وقت سابق.. حيث كثرت التأويلات بخصوص هذا التأجيل، خصوصا وأن الظرفية تعيش أوضاعا حساسة بخصوص تراجع مصيدة السردين لاسيما بالموانئ الوسطى .

وبعد أن توصلت التمثيليات المهنية بفاكس يوم 30 أبريل المنصرم يدعوها إلى إختيار ممثلين عنها لحضور إجتماع يوم 07 ماي الجاري، محددة اليوم الإثنين كآخر أجل لتحديد ممثلين إثنين عن كل هيئة من الهيئات الثمانية المدعوة للقاء، ممثلة في الغرف الأربعة وجامعتها، إلى جانب كنفدراليتي الصيد الساحلي الوطنية والمغربية، والكنفدرالية المغربية لأرباب ومراكب ومصانع صيد السمك السطحي بالداخلة ، حتى تفاجأت ذات الهيئات يوم الجمعة 03 ماي الجاري بفاكس جديد، يلغي إجتماع الثلاثاء، ويؤجله إلى موعد لاحق دون الحوض في الأسباب والمسببات.

وكثرت التأويلات بخصوص هذا التأجيل ، فيما اجمعت في عمومها على أن الأمر يتعلق بكثرة الطلبات التي تلقتها الوزارة الوصية من أجل الحضور للقاء، بين تمثليات مهنية كنفدرالية ونقابات مهنية وجمعيات، كلها عبرت عن رغبتها في الحضور لهذا اللقاء، وسط تظلّم واسع بخصوص الإقصاء من الدعوة إلى اللقاء من طرف هيئات مهنية، نجم عنه  رفض متشعب لحصر اللقاء في هيئات بعينها، على الرغم من كون هذه الهيئات جمعت بين التمثيليات الدستورية الرسمية والهيئات الكنفدرالية ،  وهو ما تسبب للإدارة في إحراج قوي، خصوصا وأن هذه الحضور المتشعب سيخرج الإجتماع عن سياقه العام، ويرمي به في دائرة الجدل ، لاسيما وان قاعة الإجتماعات بإدارة القطاع لن تتسع لإحتضان لقاء موسع يحضره مختلف المتدخلين المهنيين بمعية مسؤولين إداريين وخبراء علميين.

إلى ذلك يرى آخرون أن النقاش حول أزمة مصيدة السردين لاسيما بالعيون، والمطلب المهني الداعي إلى فتح المصيدة الجنوبية إنطلاقا من بوجدور بشكل إستثنائي أمام المراكب النشيطة بالعيون ، يشكل اليوم محور نقاشا قوي في ظل الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها المراكب ، ومعها الوحدات الصناعية النشيطة بالمنطقة ، وهو ما يحتاج لجرعة حياة تعيد التوازن للنشاط الإقتصادي بالمنطقة ، غير أن الخوض في الحلول تماشيا مع المقتراحات المهنية ، هو يحتاج للبحث عن توافق مهني، يؤسس لأرضية الحوار ، وبالتالي إمهال المهنين بعض الوقت لجس النبض من جهة،  وفتح نقاشات داخلية على مستوى المنطقة الوسطى والجنوبية، بما يتيح تقريب وجهات النظر في هذا السياق .

ويؤكد مجموعة من المتدخلين ان الوزارة الوصية مطالبة بفتح نقاشات جهوية بخصوص المصايد،  مبرزة أن غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية، تبقى مؤهلة لرعاية حوار يستحضر التحديات القائمة ، ويدرس الفرص الممكنة ، بالنظر لكون موانئ طرفاية والعيون وبوجدور والداخلة هي تقع تحت نفوذها البحري، فيما يشدد ذات المتدخلين أن الغرفة الأطلسية الوسطى معنية بدورها بهذا الحوار من حيث الإستثمار، بالنظر لكون أغلب المجهزين هم ينتمون إلى  نفوذها البحري، وبالتالي مطلب حماية الإستثمار وتنشيط فرص العمل، دون إغفال رجال الأعمال الفاعلين على المستوى القطاعي بالمنطقة، يتطلب فسح المجال للقاءات داخلية على مستوى الغرفتين المهنيتين بشكل مشترك او بشكل فردي، تكون كفيلة بتقديم مقتراحات، وتوصيات قابلة للتفعيل الإستعجالي، بشكل يستحضر السياق العام الذي يطبع المصايد المنكوبة.

وبين هذه الأطراف يسود نقاش عام بأن مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة هي تعاني مند سنوات على المستوى الوطني ، بشكل يزداد سوءا عاما بعد عام، وهو ما يطرح أسئلة الحلول الممكنة ومعها نجاعة افصلاحات المعتمدة، حيث يطالب مختلف المتدخلين بتنظيم مناظرة وطنية، حول هذه المصيدة، في قالب ناظم يتدارس التراكمات، بما لها من إمتدادات إقتصادية وإجتماعية وعلمية ، لتشريح التحديات بكل واقعية وتجرد مهني وإدراك إداري وعلمي، في إتجاه إتخاذ إجراءات تدبيرية تتيح إستعادة المصايد وتدبيره بشكل عقلاني، خصوصا وأن مختلف التدابير المتخذة في السنوات الآخيرة، بما تحمله من إجتهادات إدارية وعلمية ومهنية أظهرت قصورها في إستعادة المصايد، حتى وهي تقدم مؤشرات تؤكد الرغبة في الإصلاح، لكنها تبقى بمثابة مسكنات للألم في ظل وجود أورام سرطانية كان لها تاثيرها على المصيدة وتحتاج اليوم لقرارات أكثر شمولية،  وشجاعة إصلاحية تسمي الأشياء بأسمائها، والقضاء على مجموعة من المظاهر التي عششت في القطاع لسنوات، وأصبح حضورها يهدد كل المكتسبات ، بل ويعيق مختلف الإصلاحات  المنجزة.