شهدت قرية الصيد أفتيسات ومعها ميناء بوجدور أمس الثلاثاء 19 درجنبر 2017 إفراغ كميات مهمة من الأخطبوط، بعد أيام من العطلة الإضطرارية، حيث عاكست الأحوال الجوية رغبة المهنيين في الظفر بمصطادات مهمة تنسجم وقيمة الرهان على موسم صيد الأخطبوط.
وكشف رضوان الزرهوني ممثل الصيد التقليدي بالغرفة الأطلسية الجنوبية عن مجموعة من الحواجز المانعة لاستمرار عملية خروج في رحلات صيد بحثا عن الاخطبوط بشكل شبه يومي بميناء ببوجدور و قرى الصيد التابعة للإقليم، منها ما هو مرتبط بالتغيرات المناخية التي تعرفها سواحل المنطقة، و منها الاكتظاظ الذي تعرفه بعض نقط التفريغ التابعة للإقليم في ظل كثرة الطلب على هدا النوع من الرخويات.
وابرز الزرهوني الذي كان يتحدث في تصريح هاتفي مع البحرنيوز، أن عدد رحلات الصيد، لم تتعدى5 رحلات مند انطلاق الموسم الخريفي الشتوي لصيد هذا الصنف من الرخويات، جلها تصب في عملية “التبحار” على شاكلة ” سرح و روح ” أي أن قوارب الصيد التقليدي تقوم بالأنشطة البحرية لقرابة ساعات معدودة لا تتجاوز 6 الى 8 ساعات متواصلة، في مواجهة قساوة الأحوال الجوية، التي تعرفها سواحل المنطقة، ما يحد من حمولة القوارب من منتوج الاخطبوط، في حدود 150 إلى 200 كيلوغرام لكل قارب صيد.
وسجل الزرهوني أن عمليات “لبياخي ” كما يصطلح عليها لدى اغلب بحارة المنطقة، والتي تعرف مكوث مهني الصيد لقرابة 48 ساعة في رحلات الصيد بسواحل إقليم بوجدور، قد تمت في يوم واحد منذ انطلاق موسم صيد الاخطبوط بالمنطقة، وذلك بعد استقرار الأحوال الجوية خلال الأربع الأيام الأخيرة، إذ اشار ذات المصدر، إلى كون هذه الرحلة قد حملت معها انتعاشا مهما في حجم مصطادات الأخطبوط، ذات الحجم الجيد بعد أن ظفر كل قارب بأزيد من 400 كيلوغرام ، وهو الأمر الذي إنعكس بشكل إيجابي على أسواق السمك التابعة للإقليم.
وقال العضو بالغرفة الأطلسية الجنوبية أن هده العملية قد نتج عنها اكتظاظ مهول خصوصا بقرية الصيد افتيسات ، بعد انضمام 200 قارب للصيد التقليدي تابعة لنقطة الصيد لكراع، لمزاولة عملية الإبحار بسواحل افتيسات التي تضم قرابة 700 قارب، ليصيح بذلك مجموع القوارب التي تنشط في صيد الاخطبوط 900 قارب ، بما يعنيه ذلك من ضغط القوارب المزاولة، وتضخم في العرض الذي لا ينسجم مع البنيات التحتية المتوفرة في قرية الصيد .
وأوضح المصدر المهني أن القرية تعاني من غياب منطقة لرسو قوارب الصيد التقليدي، هذه الأخيرة، التي باتت اليوم حسب الزرهوني إحدى الإرهاصات، وكدا مصدر توجس لدى مهني الصيد التقليدي بنقطة التفريغ “الكاب 7 “. حيث أكد المصدر أن عددا من أرباب القوارب العاملين بذات القرية، يضطرون لإنتظار ساعات طويلة كي ينالوا فرصتهم في رسو قواربهم نتيجة الإكتظاظ، مخافة أن تصاب بالتلف، نظرا لقساوة المناخ و علو الموج، الذي يميز مدخل منطقة رسو القوارب بقرية الصيد افتيسات الذي لا يتجاوز عرضة ستة أمتار.
وأضاف الزرهوني، أن تلك المنطقة تتميز بقلة الرمال، وتكسوها الصخور، التي تلحق أضرارا مادية فادحة بمعدات و قوارب الصيد التقليدي بالمنطقة، موضحا في ذات السياق انه رغم انعدام البنيات التحتية من حوض مائي و انعدام الإنارة بنقطة التفريغ افتيسات، إلا أن المنطقة تعرف انتعاشا كبيرا في جميع الأصناف البحرية، إن على مستوى الوفرة أو الجودة، حيث أضحت هده القرية البحرية ، تنافس ميناء بوجدور الذي يتميز بالظروف المواتية، من حيث ظروف الإشتغال وعائدات المصطادات السمكية .
وزاد المصدر الذي يشغل في ذات الآن مهمة أمين المال بتعاونية أسماك لأرباب قوارب الصيد التقليدي ببوجدور ، أن القيمة المالية للمصطادات ، قد إرتبطت بشكل كبير بالأحجام الجيدة للأخطبوط ، حيث تتراوح وزن الحبة الواحدة بين 2 و 3 كيلوغرام، فيما تأرجحت الأثمنة بين 100 و 115 درهما للكيلوغرام الواحد. هذا فيما تذبذب ثمن صغار الاخطبوط التي تزن حوالي كيلوغرام ونصف، بين 70 و 75 درهما للكيلوغرام الواحد.
ونوه الزرهوني في ختام تصريحه للجريدة بما وصفه بالوعي المهني بأهمية الحفاظ على المصايد السمكية، مشيرا إلى كون اغلب مهني الصيد بالمنطقة، قد تغيرت طريقة تفكيرهم وأصبحوا يخططون لمستقبلهم و مستقبل أبنائهم، من خلال التوجه نحو تثمين المنتوج السمكي، و المحافظة عليه ، حيث الكل أصبح أكثر وعيا بسياسة المحافظة على المخزون السمكي، سيما بعد بروز روح التنمية لتكريس أهمية الاستفادة الجماعية إجتماعيا وإقتصاديا، من عائدات المصطادات السمكية.