غياب زكية الدريوش عن زياة وزير الصيد لأكادير يثير القلاقل في صفوف مهنيي الصيد بالمنطقة

0
Jorgesys Html test

أثار غياب زكية الدريوش عن الوفد المرافق لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في زيارته لعدد من مشآت الصيد بأكادير ، الكثير من الجدل في صفوف الفاعلين المهنين في حاضرة سوس ، هؤلاء الذين لم يتعودوا عن غياب الكاتبة العامة عن مرافقة وزير الصيد السابق في خرجاته المرتبطة بالقطاع ، بل أكثر من ذلك فقد كانت هذه الخرجات تناط في كثير منها بالكاتبة العامة .

جهات قريبة من دوليب القرار أكدت للبحرنيوز أن زيارة الوزير  الجديد براهن على اللقاءات المباشرة مع الفاعلين المهنيين والإطلاع عن كثب على قضايا القطاع ، متشبعا من كونه قادما للوزارة من مسؤولية إدارية في قطاع الفلاحة والذي كان كاتبا عاما لها ، وهي المسؤولية التي تفرض ميكانزمات خاصة في مثل هذه الزيارات، بعيدا عن الحساسيات التي يحاول البعض تغديتها ، لتسويق نوع من التنافر بين الوزير الجديد والكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري. كما أبرز ذات المصدر ان قطاع الصيد يعرف هذه الأيام الكثير من الدينامية ، خصوصا فيما يتعلق بمواسم الصيد الجديدة، كما هو الشأن لمصيدة التناوب التي عرفت يوم أمس الإفراج عن مراكب الصيد 75  التي ستنشط برسم الموسم الجديد وتحديد الكوطا وغيرها من الأمور التي يجب حسمها وتدخل ضمن إنشغالات الإدارة المركزية لقطاع الصيد .  

وأحيا غياب الكاتبة العامة مطالب الفاعلين المهنيين في خص القطاع بحقيبة سياسية تمنحه الإستقلالية في ظل التشعب الكبير لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وتتيح له المزيد من الإهتمام ، خصوصا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المصايد ، والرهانات المتزايدة على مستوى الإنفتاح على الإقتصاد الأزرق، وكذا تعزيز الدينامية التي يعرفها إقتصاد الصيد ضمن المنظومة الوطنية المرتبطة بالتنمية المجالية. وهي كلها مبررات ومكونات جعلت الفاعلين المهنيين وهم يدعمون أخنوش في تسلق مراتب المسؤولية والوصول إلى رئاسة الحكومة ، يطالبون بتحقيق مطلبهم في وزارة منتدبة مهتمة بالقطاع ، قبل أن يتراجع سقف المطالب مع إعلان الحكومة الجديدة بإعتماد  على الأقل كاتبة دولة في قطاع الصيد .  

ويقول المنتصرون لهذا الطرح ان إستقلالية قطاع الصيد عن الفلاحة أصبح أمرا ملحا ، خصوصا وان الحكومة بعد إطلاق إسترتيجية الجيل الأخضر  تستعد اليوم  لإطلاق إستراتيجية أليوتيس في نسختها الثانية ، كما ان إشراف حزب الحمامة على هذين القطاعين لن يضر معه فصل الحقيبتين عن بعضهما ، إذ ستدوب تلك الإشكالية التي ظل يروج لها رافضوا طرح الفصل ، في كون هذين القطاعين يشكلان أرضية للتفاوض الخارجي، ودمجهما يسهل من مأمورية التفاوض. لدى فمغرب اليوم ليس كمغرب الأمس ، والسياسة التفاوضية للبلاد خصوصا مع الإتحاد الأوربي، ستحمل مؤشرات جديدة تفرض تغيير النهج كما هو واضح اليوم، حيث سيفاوض المغرب من موقع قوة بعد التغيير الحاصل في السياسة الخارجية للبلاد التي أصبحت تعتمد على منطق الهجوم بدل ردة الفعل والدفاع . لدى فالمفاوضات ستراهن على إعطاء لكل قطاع حقه من حيث الشراكة بعد إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وكذا تحديد الحدود البحرية للبلاد التي تكتسي أرضية لأي تفاوض مستقبلي، والتحولات التي تعرفها الأقاليم الجنوبية التي جعلت منها محط إهتمام المستثمرين المغاربة والأجانب.

 ويقول عدد من مهنيي الصيد في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز أن  ترقية  الكاتبة العامة إلى كاتبة دولة وفق ما يروج في الكواليس منذ إعلان الحكومة الجديدة ،  سيكون بمثابة إعتراف ضمني بدينامية هذه المرأة في أداء مهامها مند توليها زمام المسؤولية، حيث ظل التفاني هو أحد الركائز في إشعاع وزارة الصيد، ومعه شخصية عزيز اخنوش على رأس الوزارة ، وكذا تسيير القطاع لمدة ليست بالقصيرة. فزكية الدريوش ظلت تعتبر الصندوق الأسود لأخنوش ، وكاتمة أسراره ، بل ان أخنوش منحها من صلاحياته الشيء الكثير على مستوى قطاع الصيد ، وحتى عند إعتماد كاتبة للدولة، فقد أسند أخنوش مهمة التوقيع على القرارات لزكية الدريوش وهو معطى لايزال متواصلا لحدود اليوم.

ونجن نتحدث عن زكية الدريوش ، فيجب التذكير بكون إلتحاقها بالكتابة العام جاء في سياق صعب متسم بتنزيل إسترتيجية أليوتيس ، التي رفعت رهان تثمين المنتوج، وتعزيز التنافسية وضمان الإستدامة، حيث تم تنزيل مجموعة من البرامج المرتبطة بمخططات التهيئة، والتي أدخلت القطاع في دوامة الصراعات ، وفتحت  مجموعة من الجبهات الداخلية ، وغدّت الصراع بين الإدارة والتكتلات المهنية ، خصوصا في الصيد الساحلي، بعد إعتماد أليات المراقبة عبر الأقمار الإصطناعية ، والصناديق البلاستيكية ، دون إغفال القانون المنظم لتجارة السمك، وهي كلها معارك خاضتها زكية الدريوش بكثير من الصرامة أحيانا وكذا الحكمة الإدارية، لتتطور مع الوقت شخصية الكاتبة العامة وتمسك بزمام أليات القيادة في قطاع تغذيه المتناقضات . 

فزكية الدريوش واحدة حسب المراقبين المهتمين بمواكبة القطاع،  من بين النساء اللواتي استطعن إبراز مهارتهن التدبيرية حتى تفوقت على نفسها ، مؤمنة باختلاف القدرات عند القيادة، وأكثر انفتاحا على الأفكار الجديدة.  وهو ما جعلها تنال ثقة الحكومة التي  جددت في فبراير 2018 ثقتها في المرأة الحديدية كاتبة عامة لقطاع الصيد البحري. وهو القرار الذي شكل حافزا قويا لتطوير أدائها مستعينة بشخصيتها الكاريزماتية والمخضرمة، حيث ظلت تسعى للبحث عن الحلول المـُرضية، وبمشاركة الآخرين وفق مقاربة تشاركية بناءة. مع وضعها وجهات النظر المختلفة في الاعتبار، ومحاولتها التوفيق بين الآراء، إذ ركزت الدريوش على إقامة وتطوير علاقات إيجابية مع المهنيين، مائلة إلى التشجيع دون التقليل منهم، أو من مزاياهم، و دون أن تتهرب من اتخاذ القرارات الصعبة و المصيرية، كان آخرها إعلان راحة بيولوجية بمصيدة السردين ،  وهو ما يؤكد الإنفتاح الذي أصبح يعرفه قطاع الصيد في السنوات الآخيرة.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا