دعا فاعلون مهنيون على مستوى طنجة المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلى دراسة السلوك العدواني الذي أصبح يصدر عن حيتان الأوركا بمضيق جبل طارق مهدد سلامة البحارة . خصوصا وأن هذا الحيوان البحري أصبح يتحرش بشكل مخيف بقوارب االصيد.
ونقلت تقارير صحفية عن رئيس الكونفدرالية المغربية للصيد التقليدي مطالبته الجهات المسؤولة بسن “تعويضات للمهنيين الذين يتعرضون للاعتداءات من طرف الأوركا، من خلال تجهيزات للقوارب، وتعديلها وإصلاحها”. خصوصا وأن هذا الحيوان البحري أصبح يثير قلقا متزايدا، نجمت عنه مخاوف في أوساط البحارة. هؤلاء الذين أصبحوا غير قادرين على الصييد بشكل فردي، وإنما الإبحار في جماعات ، تفاديا لأي هجوم قد تكون من نتائجه فقدان بحارة لاقدر الله في البحر. فيما تؤكد جهات مهتمة على أن التحسيس الواعي يبقى عز الطلب لتلافي هجمات الأوركا التي تملك القدرة على رد الفعل في حالة ما تمت مهاجمتها من طرف الإنسان .
وكان فاعلون محليون قد أكدوا للبحرنيوز في وقت سابق أن هذه الدلافين الضخمة، تتواجد بالمنطقة التي تعرف نشاطا متزايد لإستهداف أسماك أبوسيف والتونة، حيث تمارس الصيد لإشباع نزوتها الغذائية ، فهي تقترب أكثر من إحدى محميات التونيات بالمنطقة، إذ يشتهر هذا النوع من التدييات البحرية بإستهدافه لمجموعة من الأحياء البحرية بما فيها التون والإسبادون .
وأفاد مصدر مهتم بالحياة البحرية على المستوى المحلي بأن الأوركا دائم التحرش بقوارب البحارة، هؤلاء الذين يختارون مواجهة هذا الهجوم بالصمت. وأبرز في ذات السياق أن السلوك العدوني الذي تظهره هذه الأنواع البحرية قد يكون ناجما عن إرباك الصيادين لنشاط هذا النوع في تحقيق حاجياته من الغداء. أو إرباكه من طرف سياح ، وهو ما يجعله يتدخل بهذه الطريقة. ففي كثير من الأحيان يعمل الأوركا على نهش الأسماك العالقة في خيوط الصيد، ما يدخله في مواجهة مع البحارة، الذين يحاولون دفعه عن الإبتعاد من محيط صيدهم، لكن ما لا يعرفه البحارة هو أن هذا النوع من الحيتان هو يتمتع بذاكرة قوية تختزن السلوك الإنساني، وتدفع الأوركا إلى مهاجمة القوارب.
وأوضح المصدر أن الأوركا هو سمك عابر ونهم بإعتباره يتغدى على كميات كبيرة من الأسماك والأحياء البحرية المختلفة قد تصل ل 400 كلغ في الساعة ، وهو يتواجد بشكل كبير قبالة مياه القصر الصغير ، هذه المنطقة التي تعرف أيضا نشاطا متزايدا لقوارب الصيد التقليدي تزامنا مع موسم ابوسيف ، المعطى الذي يفتح باب التأويل في كون الصيادين زاحموا الأوركا على مصطاداته أو خطفوا منه بعض المصطادات ما يجعل منه حيوانا عدوانيا .
وانتشر في الأيام الآخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يوثق ظهور حوت الأوركا بسواحل شاطئ مرقالة بطنجة، فيما تناقلت تقارير صحفية إسبانية بكثير من الإسهاب، خبر مهاجمة حيتان الأوركا لقارب شراعي كان على متنه مواطنين إسبانين على مستوى سواحل رأس سبارتيل بالسواحل المغربية، حيث أثمرت الجهود التنسيقية التي قادها مركز تنسيق الإنقاذ البحري بالدار البيضاء في إنقاذ المواطنين الإسبانيين، فيما تسببت الهجمات في إغراق القارب.
وحسب الصحافة الإسبانية فهذا يعد خامس قارب يغرق بفعل هجمات الأوركا تؤكد إحصائيات محلية صادرة عن مجموعة عمل أتلانتيك أوركا يفيد التقرير الصحفي، بعد تسجيل غرق أربعة قوارب شراعية بعد التفاعل مع الحيتان القاتلة في وقت سابق ، حيث كانت آخر حادثة هي التي سجلت في 31 أكتوبر الماضي عندما انقلبت السفينة Grazie Mamma التي يبلغ طولها 13 مترًا وغرقت أثناء توجهها نحو طنجة، بعد تعرضها لهجمات هذه الحيتانيات الكبيرة لمدة 45 دقيقة. ومن جهة أخرى، سجلت هذه المجموعة البحثية، غرق قاربين صيد خشبيين مغربيين لنفس السبب.
ووفق الإحصائيات المسجلة لهذه التفاعلات، فقد عرفت الهجمات والتي يدعي علماء الأحياء أنها ليست بسبب السلوك العدواني للحيتان القاتلة، إنخفاضا مقارنة مع السنوات السابقة. إذ وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، تم تسجيل 26 حالة مخالطة، بينما في عام 2023 تم تسجيل 61 حالة في نفس الفترة. فيما أختتم العام الماضي بإجمالي 217 تفاعلاً مسجلاً مع الحيتان في المياه الإسبانية البرتغالية، وهو الرقم القياسي منذ الحوادث الأولى من هذا النوع في عام 2020.