طالبت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة الشرق في بيان صحفي، الحكومة بالرد على إقدام الجزائر على قتل شابين في خليج السعيدية بعدما دخلوا المياه الإقليمية الجزائرية بالخطأ، معتبرة أن ما أقدم عليه الجيش الجزائري “جريمة دولية متكاملة الأركان، وانتهاك شنيع لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين، ومبادئ القانون الدولي الإنساني، وبالأخص مبدأ الإنسانية، مبدأ التناسب، مبدأ الضرورة الحربية وكذلك مبدأ التمييز ومبدأ الحماية”.
ودعت الفدرالية في بيانها الصحفي، الحكومة المغربية إلى “تعميق البحث والتحقيق في هذا الحادث الإجرامي، وترتيب الجزاءات المناسبة، واتخاذ ما يجب اتخاده ضد هذا النظام المعادي للدولة المغربية ومواطنيها الأبرياء.” حيث نادى البيان ” كافة المنظمات الحقوقية الدولية للقيام بواجبها في تبني وتتبع هذا الملف، ورفعه إلى أعلى المستويات داخل الهيئات الأممية المعنية بحقوق الانسان.” كما ناشدت “المنتظم الحقوقي الجزائري بالعمل على فضح هذا الفعل الاجرامي.”
وأثار البيان، “انتباه الرأي العام الوطني والدولي لما أصبحت تؤول إليه الأوضاع بالشريط الحدودي بجهة الشرق، وطريقة تعامل النظام الجزائري مع المدنيين المغاربة بهذه المنطقة، التي لا يمكن إلا أن تسجل كجرائم دولية في حق مدنين أبرياء. مؤكدة ان مثل هذه التصرفات ليست حالة مستقلة او شاردة بل اعتاد، حرص الحدود و الجيش الجزائري، الاعتداء على المدنيين المغاربة على طول الحدود المغربية الجزائرية خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تم تسجيل عدة حالات إطلاق نار بمناطق متفرقة من الشريط الحدودي بجهة الشرق.”
و دعت الفدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة الشرق كافة المنابر الإعلامية والهيئات الحقوقية والجمعوية والنقابية والحزبية وكافة القوى الحية، وكل المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية، إلى التعاطي الحازم والجاد مع التحرشات الجزائرية المستمرة، التي تستهدف أرواح مواطنين أبرياء، اعتادوا منذ سنوات طويلة على العيش بهذه المنطقة الحدودية دون قيد أو شرط، حتى أصبحوا هدفا لقناصة الجيش الجزائري وجنوده الذين اعتادوا الممارسات اللاإنسانية، والمخالفة لكافة المبادئ والمعاهدات الدولية التي تحث على ضرورة احترام الحق في الحياة.”
وأطلقت البحرية الجزائرية الرصاص، مساء الثلاثاء 29 غشت 2023، على 4 مغاربة شباب يحملون الجنسية الفرنسية، كانوا على متن دراجات مائية (جيت سكي) في شاطئ السعيدية بوجدة. بعدما تجاوزوا بأمتار قليلة المياه الإقليمية للجزائردون قصد ، ليجدوا أنفسهم أمام سيل من الرصاص، حيث توفي اثنان منهما على الفور، فيما تم اعتقال آخر من طرف السلطات الجزائرية.
وكانت وكالة المغرب العربي للأنباء قد نقلت عن مصدر قضائي إفادته، بأن النيابة العامة بوجدة أمرت، يوم 29 غشت المنصرم، بفتح تحقيق بناء على تصريحات أحد الأشخاص الذي أكد أنه كان رفقة أربعة شباب آخرين ضحية حادث عنيف في عرض البحر، مبرزا أن النيابة العامة أصدرت تعليماتها إلى عناصر الدرك الملكي بوجدة، لجمع المعلومات الضرورية لتوضيح ملابسات هذا الحادث، مضيفا أنه تم في إطار التحقيق الاستماع للعديد من الأشخاص من أسر ومحيط هؤلاء الشباب.