تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي شريط فيديو يوثق لحظة خطر تخطف الأنفاس، مرّ منها أحد مراكب الصيد الساحلي بسواحل الجنوب حيث تم ربط الفيديو بسواحل طانطان، والذي كاد ينقلب بفعل االثيارات البحرية والأمواج الخطيرة.
ونجح ربّان الصيد الذي يقود هذا المركب في تفعيل مناورة في غاية الدقة والمغامرة، جنّبت المركب الإنقلاب والغرق ، بعد أن خطف الأنفاس والأبصار، حتى ان هناك تعليق بتشلحيت يرافق اللحظة الحاسمة “إفتى .. إفتى ” بمعنى مشى أو إنقلب المركب ، على مستوى سياق الحدث.
فلا يمكن لأي كان أن يشاهد الفيديو الخطير وأن لا ينطق ب “السلامة.. السلامة.. ياستّار .. يا لطيف” خصوصا في ظل الظروف الجوية الصعبة كما يوثق الفيديو المتداول والتي تطرح الأسئلة بخصوص الإبحار في هذه الأجواء الخطيرة. وهو شريط يؤكد حجم الخطر والمعاناة التي تواجهها الأطقم البحرية، من أجل تزويدنا بأسماك من مختلف الأصناف، التي ننسى مصدرها، وكيف وصلت إلى طاولة العرض بالأسواق، حيث أن وراء العملية بحارة قضوا ساعات من الجهد، مغامرين بحياتهم من أجل لقمة العيش المرتبطة بهذا النشاط، المقترن ببحر “الداخلو مفقود والخارج منه مولود جديد”.
هذا البحار عادة ما يصاب بالصدمة حينما يتجول في أسواق السمك على مستوى الإستهلاك، ويرصد الأثمنة المتداولة للسمك، يجد نفسه مغبونا وهو الذي يعرف أن الأثمنة المحققة على مستوى البيع الأول بمراكز الفرز أو أسواق السمك بالموانئن لا علاقة لها بما هو متداول على مستوى أسواق الإستهلاك. بالمقابل نجد هذا البحّار يواصل نشاطه في ظروف صعبة على مستوى المراكب، لتوفير الأسماك والمنتوجات البحرية المختلفة وهو يواجه مختلف التحديات، منها التنظيمية والإنتاجية والإجتماعية ، متناسيا المخاطر اليومية التي يواجهها أثناء تأدية عمله البحري الشاق. فنجد المستهلك يردد لازمة 2 بحورة والحوت غالي دون ذكر لهذا المكون الإجتماعي النشيط في الواجهتين البحريتين، ونجد الفاعل السياسي أكثر حرصا على تموين الأسواق لتفادي أزمة العرض ، ونجد مختلف المتدخلين يتطلعون لما ستجود به سواعد البحارة، لكن ماذا عن رد الإعتبار لهذا البحار لجعل كلمة البحار على درجة عالية في ميزان المهام على المستوى الوطني .
وتعالت أصوات مؤخرا تدعو الجهات المختصة إلى سن يوم وطني للبحارة، ليكون موعدا لتسليط الضوء على جهود هذه الشريحة المهنية، التي تكتسي أهمية قصوى على مستوى الإقتصاد الأزرق، لاسيما وأن المغرب يتوفر على طاقات مهمة من البحارة سواء على مستوى الصيد البحري او الملاحة التجارية برتبهم المختلفة ، وهو ما سيجعل من يوم البحار يوما للإعتراف ورد الإعتبار، لمكون مهني ظل على الدوام ركيزة من ركائز الإقتصاد الوطني .
