بدأت هذه الأيام حملة وطنية تنضمها وزارة الفلاحة والصيد البحري بشراكة مع عدة وزارات منها وزارة الصحة و تستهدف هذه الحملة تشجيع المواطنين المغاربة على إستهلاك السمك المغربي لما له من أثر على التغدية المتوازنة والصحة ويحتوي على الأوميغا.3 وأشياء أخرى نافعة.
وأصبحت هذه الحملة الإعلانية تغزو القنوات التلفزية والجرائد بأنواعها وحتى لوحات الإشهار بالمدن و الطرقات. لكن للأسف أرى أن هذه الحملة الإشهارية لإستهلاك السمك المغربي التي ستكلف وبلا شك خزينة الدولة الملايين،أرى أنها بدون هدف قابل للتحقق ولا فائدة منها للمواطن البسيط ،اللهم ربح شركات الإشهاروالمنابر الإعلامية التي لها حظ فيما تنشر.
وكما قلت أن هذه الحملة لن تغير شيئا حسب رأيي المتواضع لأن المواطن المغربي البسيط لا يحتاج لمن يذكره بالفوائد الصحية لإستهلاك الأسماك، ولمن ينصحه ضرورة تناول “السمك”على الأقل مرتين في الأسبوع و…المواطن المغربي يعاني ضيق اليد وقلة المدخول وإنعدام فرص الشغل وهذا يؤثر سلبا على قدرته الشرائية،ناهيك أن ثمن أرخص منتوج بحري وهو السردين و”كبايلا “يصل ثمنهما إلى 15درهم وأكثر.
فكيف نشجع المواطن المغربي على إستهلاك الأسماك المغربية وهو يرى ثمن “الصول” والميرنا”و”القمرون” ما بين 80و100درهم للكيلوغرام. و100درهم هذه هي ثمن قفة “الأسبوع” فما بالك يقتنيها سمك و يتحسر طيلة الأسبوع حتى يكون مواطن صالح حسب وزارة الصيد البحري!!
نحن شعب حبانا الله ب3500كلم من الشواطئ وبأطنان من الأسماك موزعة على أكثر من 800 نوع،لا يعرف منها أغلب المغاربة أكثر من 20 نوع على الأكثر وغالبية المدن غير الساحلية لا ترى إلا “الشرن” أو”السردين” في أحسن الأحوال. وبأثمان مرتفعة! والسبب بسيط أن فلان وعلان يمتلك رخص الصيد في أعالي البحار ويفضل بيع صيده إلى اليابان وأسيا عموما لأنها تدفع أكثر،يصل الثمن للكيلو من “الصول” إلى 300درهم،فلماذا يبيعه إلى السوق الداخلية وبالطبع الأموال تدخل إلى خزينته وهو معفي من الضرائب …
إذا كانت الدولة ترغب في تشجيع المواطنين المغاربة على إستهلاك الأسماك الوطنية فما عليها إلا فرض على المستثمرين في قطاع الصيد تخصيص نسبة من صيدهم للسوق الوطنية وبأثمنة مناسبة لجميع المواطنين،حينئد سيتجه المواطن مباشرة نحو الأسماك دونما حاجة لإعطائه دروس في المواطنة، وكأن المواطن المغربي يستورد الأسماك الأجنبية ويعرض عن المنتوج الوطني!!! فالمغاربة يريدون ثمن مناسب وكفى!!
كريم البوعناني هبة بريس