عرفت أسعار أسماك السردين خلال اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، نوعا من التقارب على مستوى أسواق البيع الأول والثاني بالمملكة. حيث تراوحت الأثمنة ما بين 80 و100 درهما للأسماك القادمة من أكادير وافني والعيون، فيما عرفت أسماك أسفي نوعا من الارتفاع في حدود 150 درهما، كسقف للصندوق الواحد بسوق الهراويين بالدار البيضاء.
وتداول بعض التجار عبر وسائط التواصل الاجتماعي واتساب، فديوهات توثق لما يعرف بالبراحة، وهم ينادون على المشترين من تجار التقسيط، إذ قاربت الأثمنة بسوق السمك للبيع الثاني المؤقت بطنجة حدود 100 درهم للصندوق، الذي يحتوي على قرابة 23 كلغ من السردين ، فيما لم يختلف الأمر كثيرا على مستوى الهراويين بالدار البيضاء ومراكش وكذا العرائش.
وأكدت المصادر العارفة بخبايا القطاع أن ثمن الكيلوغرام الواحد قد تراوح في سوق الهراويين بين 4.5 و6.25 درهما للكلغ، إذا أستحضرنا السردين القادم من أسفي، والذي يكون على درجة زائدة من الجودة لقرب المسافة من الدار البيضاء، مقارنة مع الأسماك القادمة من الجنوب المغربي ، ناهيك عن الحمولة حيث الصندوق الواحد القادم من أسفي يحتوي على 24 كلغ، لكون مهني أسفي يعتمدون على “الباليط” الذي يحمي سطح الصندوق.
وحسب بعض المتتبعين فإن مجهزي مراكب الصيد بكل من أكادير وإفني والعيون وكذا أسفي، كانت لهم اليد في ضمان استقرار الأثمنة، على اعتبار أن الشاحنات المحملة بالأسماك قد انطلقت من الجنوب إلى الأسواق الداخلية، لضمان توفير سمك السردين، الذي يعتبر الأكثر استهلاكا من طرف الأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط. فيما أضافت المصادر في سياق متصل، أن “معدل استهلاك الأسر المغربية من المنتجات البحرية ينتقل من مرتين في الأسبوع في الأوقات العادية إلى عادة شبه يومية خلال الشهر الفضيل”.
إلى ذلك قالت مصادر متطابقة محسوبة على المجهزين ، أن رمضان هذه السنة سيعرف طخمة من حيث العرض، مستدلة على ذلك بالقول “ان أزيد من 20 شاحنة لم تفتح أبوابها اليوم بسوق الهراويين ، لكون العرض غطى على الطلب، لتأجل دورها في عملية البيع ليوم غد. كما شددت على أن عرض هذه السنة هو مقرون بالجودة . وهو الأمر الذي سيكون له الأثر الإيجابي على المستهلك . هذا الاخير الذي يزداد شراهة على شراء الأسماك الدهنية من قبيل السردين، لاسيما وان أثمنته تبقى أكثر انسجاما مع مختلف الشرائح المجتمعية، والتي على رأسها أصحاب الدخل المحدود. حتى أن البعض يحب أن يطلق عليه “سمك الفقراء”.
وفي موضوع ذي صلة علق متتبعون على هذه الأثمنة بكونها تبقى في المتناول، شريطة حمايتها من المضاربين والوسطاء، فيما أفاد بعض تجار الجملة بسوق السمك بالهراويين، أن هذه الأسماك قد تتضاعف أثمنتها قبل وصولها للمستهلك. وهذا أمر غير مقبول، ما يتطلب نوعا من الحزم في ضبط العملية وتحريك ألية الرقابة والمراقبة للتحكم في هامش الربح. خصوصا وأن مهنة تاجر بالتقسيط تبرز المصادر، تتحول لظاهرة خلال الشهر الفضيل ، حتى انها قابلة لتناول من طرف خبراء علم الإجتماع، حيث تتحول لنوع من الممارسة الأكثر شيوعا في الأحياء الشعبية، باعتبار أرباحها المضمونة التي تجلب المزيد من المحترفين الظرفيين للمهنة .
وكان عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد دعا في وقت سابق مهني الصيد إلى بدل مجهودات مضاعفة، من أجل توفير الأسماك، وجعلها في متناول المغاربة بأثمنة تفضيلية. وهي الدعوة التي وجدت صداها في أدان المجهزين، الذي تفاعلوا مع الدعوة بشكل إيجابي، كما تظهر ذلك الحركية التي عرفتها صباح اليوم أسواق البيع الثاني المنتشرة بعدد من مدن المملكة .