حث وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ضمن إجتماع إحتضنته الرباط صباح اليوم الأربعاء 03 يناير 2023، مهني قطاع الصيد على الإنخراط القوي والمسؤول، لضمان سلاسة تزويد السوق المحلي بالمنتوجات البحرية خلال الشهر الفضيل، خصوصا في ظل التحديات التي تواجه سلاسل التزويد الفلاحي بفعل قلة التساقطات المطرية والإجهاد المائي.
وأكد الوزير خلال اللقاء الذي إحتضنه مقر قطاع الصيد بحضور الكاتبة العامة للقطاع ومعها الجهاز الإداري والمديرة العامة للمكتب الوطني للصيد، وبمشاركة فاعلة للتمثيليات المهنية القطاعية، أن إختيار اول إجتماع مع المهنيين ضمن السنة الجديدة ، للتخطيط لتزويد السوق خلال رمضان الأبرك، هو يؤكد أهمية ومركزية هذه الإنتظارات ضمن الأجندة الحكومية، حيث يعول الجميع على الإنخراط القواي والفاعل لمهنيي القطاع، لضمان توفر منتجات الصيد البحري بجميع أنحاء التراب الوطني خلال شهر رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا على المنتوجات البحرية .
وشدد الوزير على ضرورة التركيز على التوزيع على المستوى المحلي، مع احترام معايير الصحة والجودة، داعيا إلى اعتماد مقاربة مندمجة تعزز الاستجابة لحاجيات المستهلك. ومواصلة السياسة الرامية لتعميم الإستهلاك على المستوى الوطني ، لاسيما وأن الوزارة الوصية قطعت أشواطا مهمة ، في تعزيز البنيات التحتية التسويقية، بإنجاز مجموعة من أسواق الجملة وعصرنتها ، فيما يبقى التوجه العام في هذه المرحلة منصبا على النهوض بحلقة التوزيع على الصعيد المحلي، والخروج من الأنمطة التقليدية إلى توزيع أكثر إنفتاح على مختلف ربوع الممكلة، كورش مفتوح يعرف اليوم تنزيل مجموعة من المشاريع والبرامج، تماشيا مع الإسترتيجية القطاعية أليوتيس 2 .
ونوه الفاعلون المهنيون في قطاع الصيد بهذا اللقاء، الذي وصف بالإسترتيجي بالنظر لطبيعة التمثليات المهنية المشاركة، ووزنها على مستوى الإنتاج والتوزيع . وهي السياسة التي كانت قد إنطلقت في عهد الوزير السابق عزيز أخنوش مند سنوات، وفق مقاربة تراهن على الإستثمار في مبادرات تتبنّي مقاربات تسويقية، تستجيب للقدرة الشرائية، حيث أكد العربي المهيدي رئيس جامعة غرف الصيد، على أهمية مبادرة الحوت بثمن معقول التي إنطلقت من مدينة أكادير سنة 2019، لتتحول اليوم إلى تقليدي سنوي، ذاع سيطه على المستوى الوطني والإقليمي .
وأوضح رئيس الجامعة أن المبادرة التي عرفت إنتشارا مهما على المستوى الوطني، إستطاعت الوصول بمجهودات مهنية ذاتية لأزيد من 22 مدينة، وقدمت خدماتها في نحو 660 نقطة بيع ، وإستفادت منها 750 ألف عائلة على الأقل، ما يؤكد أن عدد المستهلكين الذين إستفادوا من المبادرة ، فاق 2 مليون مستهلك ومستهلكة ، وهي أرقام أكدها المنسق الوطني لمبادرة الحوت بثمن معقول عزيز عوباد الفاعل المهني في قطاع الصيد في أعالي البحار والكاتب العام لغرفة الصيد الأطلسية الوسطى، الذي سجل بدوره أن المبادرة التي تم إطلاقها قبل سنوات بتنسيق مع الوزارة الوصية، مكنت من توزيع 3000 طن من الأسماك المجمدة عالية الجودة. كما وصلت لمناطق نائية بالمملكة ، شاكرا في ذات السياق الجهات المواكبة، خصوصا منها وزارة الداخلية التي وفرت الظروف المساعدة على إنجاح عملية التوزيع.
وسطر فؤاد بنعلالي رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى واحد من مؤسسي المبادرة، على اهمية إبداع مبادرات خلاقة من طينة مبادرة الحوت بثمن معقول ، التي تشكل اليوم أرضية خصبة لمزيد من الإبداع والتطوير ، منوها بالنجاحات التي عرفتها المبادرة في نسخها الماضية ، مشيرا في سياق متصل أن هناك عزيمة قوية لدى الفاعلين المهنيين للتجاوب مع نداء الوزارة الوصية ، في إتجاه توفير المنتوجات البحرية بأثمنة معقولة ، تساير القدرة الشرائية للمواطنين . حيث اثنى رئيس الغرفة على الإنخراط القوي للبحارة في إنجاح هذه المبادرات المواطنة .
إلى ذلك اكد كمال صبري المستشار البرلماني ورئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية عن قطاع الصيد البحري على أهمية اللقاء في سياق الإعداد القبلي والإستباقي لشهر رمضان الأبرك، مسجلا أن اللقاء تمخضت عنه توجهات إجرائية، بعد الإتفاق على تشكيل ثلاثة لجان ستشتغل على المستوى الأفقي والعمود، بمراعاة إختلاف النشاط المهني، تهم الأولى مهنيي السمك السطحي، وتهم الثانية السمك الأبيض، وتهم الثالثة السمك المجمد، مع إحترام خصوصيات كل قطاع من القطاعات الثلاث التي تسجل نشاطا مهما خلال الشهر الفضيل لضمان التناغم بين سلاسل التوزيع .
من جانبه إعتبر عبد الرحيم الهبزة العضو الكنفدرالي في تجارة السمك وأحد أبرز الفاعلين في قطاع صيد الأسماك السطحية الصغيرة، أن الإجتماع كان قيّما للغاية، في سياق إعداد خارطة طريق لضمان تموين الشهر الفضيل بالأسماك ، وهي إسترتيجية تحولت إلى تقليد سنوي، يحرص على تفعيله المهنيين بمواكبة تنسيقية من الوزارة الوصية ومصالحها الإدارية. وسجل الفاعل في السمك الصناعي، أن المهنيين تحدثوا اليوم صوتا واحدا ، يتمثل أساسا في إنحاح تزويد السوق المحلي خلال الشهر الفضيل ، حيث الرهان اليوم يبقى مرتبطا أساسا بمساعفة الأحوال الجوية خلال رمضان الأبراك ، بما يضمن صيرورة النشاط المهني في صيد الأسماك السطحية الصغيرة بما فيها السردين، الذي يعد عز الطلب في أوساط المستهلكين، لاسيما منهم البسطاء وذوي الدخل المحدود.
وأجمع مختلف المتدخلين على الإنخراط في مخطط العمل الهادف إلى ضمان التزويد المنتظم للسوق الوطنية بمنتجات الصيد البحري خلال الشهر الفضيل، مسجلين إستعدادهم التام للمشاركة في إعطاء دينامية قوية لعملية التوزيع ، حيث تمت الدعوة إلى تعزيز التنسيق بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الداخلية، لإعطاء إشعاع أكبر لهذه المبادرة الموسمية ، خصوصا وأن مهنيي قطاع الصيد عبروا عن وطنيتهم الصادقة في خدمة الإقتصاد الوطني عبر مبادرات راسخة وكذا الإستجابة للطلب المحلي، لاسيما في فترة كوفيد 19، حيث ظل مهنيو الصيد بمعية الأطقم البحرية يضمدون حراح الإقتصاد ، ويعززون بنك الغذاء ، بشكل قدم مؤشرات قوية لقطاع الصيد كواحد من القطاعات الصامدة أمام الأزمات .
