في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة التي تهدد النظم الإيكولوجية البحرية، يبرز في المغرب اختراع بيئي واعد يقدمه أحد المخترعين العصاميين، يتمثل في آلة مبتكرة لمعالجة النفايات البلاستيكية على متن سفن الصيد في أفق إعادة تدوريرها. هذا الجهاز الآلي، المدمج والأنيق، جاء ليقدم حلًا عمليًا ومستدامًا لمعالجة إحدى أخطر ملوثات البيئة البحرية: البلاستيك.
تعتمد سفن الصيد في المغرب على كميات هائلة من القنينات البلاستيكية والمعدات ذات الاستخدام المؤقت، ما يصعّب استرجاعها كاملة بعد الاستعمال. وغالبًا ما ينتهي جزء كبير منها في البحر، مسبّبًا تلوثًا بيئيًا خطيرًا يؤثر على التنوع البيولوجي البحري وسلامة السلاسل الغذائية.
وأفاد الحسين أوزان الخبير الميكانيكي والمخترع العصامي ، أن هذه الآلة الجديدة تعمل على سحق البلاستيك والمطاط بمختلف أنواعه، كما تعالج أيضًا الشباك المهملة وعلب الألمنيوم وحتى الإطارات القديمة التي يتم انتشالها من البحر أو التخلص منها على ظهر السفن. وتتميز بقدرتها العالية على العمل بكفاءة كبيرة واستهلاك منخفض للطاقة، ما يجعلها أداة مثالية للعمل البيئي على متن السفن دون الحاجة لتجهيزات معقدة.
وتُعد سهولة الاستخدام وانخفاض مستوى الضجيج وغياب الانبعاثات الملوثة، من أبرز مزايا هذا الإبتكار الميكانيكي يؤكد الحسين أوزان، إضافة إلى سهولة صيانته واعتماديته في البيئات البحرية الصعبة. فيما تكمن أهمية هذه الآلة في كونها توفر حلًا موضعيًا ومباشرًا لمعالجة النفايات في المصدر، أي قبل أن تجد طريقها إلى المحيطات. وهي خطوة تندرج في سياق الجهود التي تبدلها المملكة لمواجهة بلاستيك البحار .
ويُعتبر البلاستيك في السياق البيئي الأوسع، أكثر أشكال الحطام البحري شيوعًا وثباتًا، حيث تُضاف ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية إلى المحيطات سنويًا، منها كميات هائلة من الجسيمات الدقيقة التي تخلّ بتوازن النظم البيئية وتؤثر حتى على صحة الإنسان من خلال السلسلة الغذائية البحرية.
ويبقى توظيف مثل هذه الابتكارات على متن أساطيل الصيد البحري بالمملكة، يشكل فرصة حقيقية لتحسين الأداء البيئي للقطاع، ويعكس التزامًا متزايدًا من الفاعلين المحليين بحماية البحر وثرواته. كما يمثّل هذا الابتكار دعوة مفتوحة لمجهزي السفن ومهنيي الصيد للاستثمار في حلول خضراء، تضمن استدامة الموارد البحرية. وتقلل من البصمة البيئية للنشاط البحري.