خلص لقاء موسع إحتضنه ميناء آسفي صباح اليوم الخميس 10 يونيو 2021، ترأسه مندوب الصيد البحري بحضور مختلف السلطات المينائية والهيئات المهنية في الصيد التقليدي بنفوذ الدائرة البحرية، إلى الحسم في تنزيل الكوطا الفردية على مستوى تدبير الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط بتخصيص 900 كلغ من الصنف الرخوي لكل قارب، يتم صيدها على مدى ثلاثة أشهر بمعدل 300 كلغ لكل شهر وفق ما أكده محمد عكوري مراسل البحرنيوز بآسفي.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تنزيل وعود الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري لمهنيي الإقليم، في اللقاء الآخير الذي كان قذ جمعها ببعض التمثيليات المهنية بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بآسفي، حيث ألح الفاعلون المهنيون على تنزيل مطلب الكوطا الفردية، وبحجم معقول يسمح لأرباب القوارب وبحارة الصيد التقليدي، بتحقيق دخل محترم، يغطي تكاليف الصيد، ويكفل تحقيق دخل فردي قادر على الوفاء، بواجبات الضمان الإجتماعي والتغطية الصحية، مع الإسهام في محاربة الهشاشة وغيره من متطلبات الحياة اليومية لمهنيي القطاع. بعد أن تبث بالملموس الصعوبات الكبيرة التي ينطوي عليها العمل بالكوطا المشتركة،
ووعدت الكاتبة العامة المهنيين بدراسة تجريب الكوطا الفردية بالدائرة البحرية لآسفي، بعد إقتراح من مندوب الصيد البحري بالمدينة، فإن أثبتت التجربة المتوقع منها وأرضت المهنيين، فسيتم تثبيت الكوطا الفردية بالمنطقة، وإن فشلت التجربة او لم تعجب المهنيين ستتم العودة إلى نظام الحصة الجماعية، أو بعبارة الكاتبة العامة في ذات اللقاء ” نجربو الحصة الفردية لعجباتكم مزيان ما عجباتكمش نضمسو الكارطا “.
وأثار خروج هذا الإتفاق حول الكوطا الفردية الشهرية وكذا الموسمية التجريبية، والتي تأتي قبل إقرار الكوطا المحددة للدوائر البحرية المتواجدة شمال سيدي الغازي، الكثير من الجدل بخصوص مستقبل الموسم الصيف لصيد الأخطبوط ، ما يدفع في إتجاه طرح الأسئلة المرتبطة بتدبير الكوطا ، خصوصا وأن الحديث عن 900 كيلوغرام لكل قارب، يعني أن الدائرة البحرية التي تعرف نشاط أزيد من 1000 قارب صيد هي ستحتاج ل 900 طن من الأخطبوط للصيد التقليدي لوحده ، فما بالك بالصيد الساحلي الذي يقتسم الكوطا مع نظيره التقليدي وفق مساطر عرفية محددة .
وأمام هذه المعطيات تطرح مجموعة من الأسئلة عن الطريقة التي سيتم عبرها إنتقاء القوارب المستفيدة ، في ظل غياب التخصص على مستوى رخص الصيد. فهل ستلجأ المندوبية إلى الإعتماد على أرقام المبيعات بالنسبة للقوارب في المواسم الآخيرة أم ماذا؟ لاسيما وأن الحصة المخصصة للدائرة البحرية في الموسم الصيفي 2020 كانت قد إستقرت في حدود 650 طن ، وهو نفس الرقم تقريبا تم إعتماده في الموسم الشتوي 2021 بعد ان تم خص المنطقة ب 660 طن. وهو الرقم الذي سيكون قريبا من الكوطا المخصصة للدائرة البحرية برسم الموسم الصيفي المنتظر.
وفي إنتظار ما ستعلنه الوزارة الوصية ككوطا مخصصة للدائرة البحرية لآسفي ، وكذا الطريقة التنظيمية التي ستعتمدها اللجنة الإقليمية لتدبير الكوطا، تبرز الحاجة وفق الكوطا الفردية المعلنة حاليا لأزيد من 1000 طن تفتسمها القوارب التقليدية بكل من آسفي والصويرة القديمة والبالغ عددها قرابة 1328 قارب بينها قوارب تنشط في صيد الأسماك السطحية الصغيرة “السويلكة” وأخرى في الربيعة .. فهل ستغطي الإدارة الوصية الخصاص بين إنتظار المهنيين وما تقترحه الكوطا للصيد التقليدي في إتجاه تحقيق نوع من الموازنة؟ لاسيما وأن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، كان قد قدم مؤشرات إيجابية بخصوص تطور المخزون بالشريط الساحلي آسفي الصويرة. وذلك في إنتظار التخرجية التي هيأتها المندوبية لتدبير الكوطا المخصصة للصيد التقليدي بالمنطقة.
يذكر أن هيئات مهنية في الصيد البحري بأسفي، كانت قد إلتمست في مراسلة رفعتها إلى الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري مؤخرا، التعجيل بتفعيل مقترح العمل بنظام السقف الأعلى لإصطياد الأخطبوط المسموح به لكل قارب صيد بالدائرة البحرية لأسفي، بغاية الدفع في إتجاه الكسب المشروع والمنافسة الشريفة، بعيدا عن كل الظواهر التي تسيء إلى القطاع وإلى سمعة العاملين فيه، وتؤدي إلى الإضرار بالثروة السمكية.