أظهر فيديو تم تداوله على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي، حيثيات قضية اختفاء قارب الصيد التقليدي المسمى الزيتوني 2 المسجل تحت رقم 43/13/11، الذي ينشط بسواحل الوطية بطانطان، بواسطة ربان القارب و الذي هو في نفس الوقت أحد مالكيه بنسبة %50.
ويروي الضحية، متزوج و أب لثلاثة أبناء في فيديو تم توثيقه من جزيرة لانزاروتي الإسبانية، أنه بتاريخ 6 أكتوبر 2020، بينما كان يبحث على بحارة للانطلاقة في رحلات صيد بسواحل الوطية، اقترح عليه أحد الأشخاص بحارين و تم ربط الاتصال بهما، و الاتفاق معهما على الاستعداد للرحلة القادمة، حيث قام الربان بتوفير المؤن الغذائية، وتوفير مادة الثلج، و أيضا وسائل الصيد التي اقتناها بطريقة المصارفة، مع تحديد توقيت الإنطلاقة.
ويضيف “مهنوك“ مالك القارب بنسبة %50، أنه انطلق رفقة بحارين في رحلة صيد بسواحل الوطية بأمل تمضية ثلاثة أيام في البحر “بياخي“، لكن بعد مسافة قليلة من ميناء الوطية، طلب أحد البحارة الجدد، العودة إلى الميناء لأنه نسي أدويته. فكان له ذلك، إلا أن الأمر تبين أنه كان مدبرا بعناية كبيرة. إذ بعد الوصول إلى الميناء طلب البحار المعني بعض النقود للذهاب و جلب أدويته، و لكنه عاد برفقة بحار ثالث، وطلب من الربان أن يرافقهم في الرحلة. فلم يكن امتناع من صاحب القارب. لكن بعد استئناف الرحلة من جديد، انقض عليه الأشخاص الثلاثة، و تم تقييده، مع الاتصال باثنين أخرين كانوا في انتظارهم بالميناء على مستوى البلوق. وطلب منهم أن يسبحوا فور رؤية الإشارة الضوئية الصادرة عن قارب الزيتوني 2، فانطلق الفاعلون في رحلتهم نحو الضفة الأخرى، بعدما قاموا بإدخال نقطة الوصول من خلال الإحداثيات التي تم رفعها من الهاتف النقال، إلى جهاز GPS.
وانطلقت رحلة قارب الصيد التقليدي الزيتوني 2 باتجاه لانزاروتي، بعدما تم تقييد ربان القارب من يديه، ورجليه، وتكميم فمه باللصاق، و تم أيضا التخلص من جميع وثائقه الشخصية، وتوثيق اللحظة التي بلغ فيها القارب إلى مشارف لانزاروتي، و هم يحتفلون بوصولهم إلى إسبانيا بطرق التحدي و السب و الشتم. إذ أنه وفور بلوغ القارب شاطئ جزيرة لازاروتي يروي الربان، هدد الأظناء الربان بالتبليغ عنه، أنه هو من جلبهم بالمقابل الماديي؛ في حالة ما فصح عن الحقيقة، ما جعله يلتزم الصمت، قبل أن يقوم بمساعدته أحد المغاربة المهاجرين، و ينتزع منهم الشريط المصور الذي يظهر الربان و هو مقيد رغما عنه.
وقد تم تبليغ جمعية الصليب الأحمر، التي بدورها أخطرت السلطات الإسبانية، و طلب منه الإدلاء بأقواله في محضر رسمي حول حيثيات تهديده، و تقييده، و سرقة قاربه لاستعماله في الهجرة السرية. و بدورها قامت السلطات الإسبانية بمتابعة الأظناء في انتظار أن تصدر المحكمة حكمها في النازلة، مع تطمينه أن دليل براءته ستوفره له السلطات الإسبانية، لاستبعاد أي شبهة به، ولدحض إشاعات تورطه في الهجرة السرية، أو في تهريب البشر و الممنوعات.
عبد الحق مهنوك، اختار العودة للوطن للقاء أسرته، و أهله، ليجهر عاليا أمام من اتهمه بجريمة تهريب البشر، أو المتاجرة في الممنوعات، رغم أن السلطات الإسبانية منحته صلاحية البقاء على أراضيها، حقيقة أخرى ينتظر أن يفسح عنها بعد عودة الربان مهنوك إلى المغرب، حيث زوجته، وأولاده.
للإشارة فقط فإن الشريك الثاني في القارب، كان قد تقدم في وقت لاحق من اختفاء قارب الصيد الزيتوني 2 المشترك بينهما، ببلاغ سرقة القارب، لاستعماله في الهجرة السرية. وإليكم الفيديو كما تداوله رواظ مواقع التواصل الإجتماعي:
يتبع…