حل الخبر كالصاعقة على مهنيي الأسماك السطحية الصغيرة، وهم يستقبلون وسط هذا الأسبوع رحيل محمد الجابري، وحد من رجالات الأعمال الذين بصموا على نشاطهم المهني، بكثير من الحكمة والكفاءة، حتى تحول إلى رقم صعب وقوي في مجال تثمين وتعليب أسماك الأنشوبة.
تحرك رنين الهواتف بين مجهزي السردين، “واش بصح الجابري مات؟” يقول أخر “الدوام لله.. كان رجل ونص إنا لله وإنا إليه راجعون” شهادة ضمن شهادات تعددت لتؤكد أن رحيل الجابر خسارة حقيقة للصناعات البحرية المرتبطة بصنف الأسماك السطحية الصغيرة الأنشوبا، وهو الذي ظل حريصا على إعطاء هذه النوع من الصناعات قيمة مرجعية على مستوى التثمين، بل أن الرجل كانت له كلمته ضمن التنظيمات المهنية، بإعتباره كان يرأس الجمعية المغربية لمصبرات السمك فرع أكادير.
نتدكر من داخل البحرنيوز أنه كان لنا إتصال مع الراحل وهو يرأس الجمعية المغربية لمصبرات السمك فرع أكادير على خلفية الجدل الذي أثاره قرار وزارة الصحة الإيطالية بسحب أسماك مصبرة بالمغرب من الأسواق والتحذير من استهلاكها، بحجة تواجد نسبة عالية من مادة الهِستامين، حيث أكد الراحل للبحرنيوز أن مصدري المنتجات البحرية المغاربة، هم يعانون مع السوق الإيطالية، مبرزا في ذات السياق أنه عمل كدا مرة على تنبيه وزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية لهذا الإشكال، كما تمت مراسلة السلطات المختصة في هذا المضمار، مسجلا أن علب شرائح سمك الانشوبة (الشطون) بزيت الزيتون التي نبهت مصالح الصحة الإيطالية بشأنها المستهلكين، لو كانت غير صالحة للإستهلاك، كان سيتم حجزها بالقانون، وعبر إعمال التحاليل على مستوى الحدود قبل دخولها للسوق الأوربية. مشيرا أن خطوة وزارة الصحة الإيطالية هي تدخل في سياق التضييق على المنتوج المغربي خدمة للوبي المحلي.
عرف الراحل بصلابته في موجهة سمعة المنتوجات البحرية في السوق الدولية، وحرصه على الإستعانة بالأسماك المحلية المغربية بدل إستيراد المادة الأولية من الأسواق الخارجية، بما يحمي تنافسية المنتوج المغربي، إذا أكد الرجل كذا مرة بأن تقوية سمعة هذا المنتوج، تبقى مرتبطة بتعزيز فضاءات التخزين، خصوصا وان أسماك الأنشوبا هي تحضر وتختفي، بل أكثر من ذلك تأتي عليها أوقات فتكون هناك مفرغات لا تستوعبها المخازن والمعامل، وهو المعطى الذي يضيع على المنتوج المغربي الكثير من فرص التصنيع والتثمين، لاسيما وان اسماك الأنشوبا تحتاج لوضع خاص على مستوى المعالجة والتصنيع.
فرحم الله محمد الجابري وألهم ذويه الصبر والسلوان، إذ نتقدم من داخل البحرنيوز بأحر عبارات التعازي والمواســــاة لعائلة المرحوم وجميع افراد عائلته الكريمة، سائلين الله أن يشمله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يتقبله في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
