تواصل تداعيات الجفاف الرمي بظلالها الثقيلة على سوق الشغل الوطني، خصوصًا في الوسط القروي وقطاع الفلاحة والغابات والصيد، الذي فقد وحده خلال الفصل الثاني من سنة 2025 ما مجموعه 108.000 منصب شغل، في سياق موسوم بصعوبات مناخية وهيكلية خانقة.
وحسب معطيات رسمية صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط ، فإن الوضعية العامة للتشغيل سجلت خلال هذه الفترة إحداث 113.000 منصب بالوسط الحضري، مقابل فقدان 107.000 منصب بالوسط القروي، ما نتج عنه تحسن طفيف في صافي التشغيل الوطني بواقع 5.000 منصب شغل، مقارنة بالفصل الثاني من سنة 2024.
وبالرغم من هذا التحسن النسبي، فقد كشف التوزيع القطاعي أن مختلف القطاعات الإنتاجية، باستثناء الفلاحة والغابة والصيد، ساهمت في دينامية التشغيل. فقد أحدث قطاع البناء والأشغال العمومية 74.000 منصب، وقطاع الخدمات 35.000، بينما ساهم قطاع الصناعة بـ2.000 منصب شغل فقط.
من جانب آخر، سجلت معدلات البطالة تراجعًا طفيفًا، حيث انخفض عدد العاطلين بـ38.000 شخص، ليستقر عددهم في حدود 1.595.000 شخص. وبلغ معدل البطالة الوطني 12,8%، مقابل 13,1% خلال نفس الفترة من السنة الماضية. ورغم ذلك، لا تزال البطالة مرتفعة في صفوف الشباب (35,8%)، والنساء (19,9%)، وحاملي الشهادات (19 %).
في المقابل، سجل الشغل الناقص ارتفاعًا مقلقًا، إذ انتقل عدد النشيطين المشتغلين في وضعية هشاشة من 1.042.000 إلى 1.147.000 شخص، ما رفع معدل الشغل الناقص إلى 10,6% على الصعيد الوطني، في مؤشر يعكس هشاشة استقرار مناصب الشغل، خاصة في الأوساط القروية المتضررة.