دق مهنيو الصيد الساحلي بمصايد الناظور والحسيمة ناقوس الخطر، بخصوص ما وصفوه بمادة لزجة سريعة الإنتشار تزحف على المصايد المتوسطية مند أسابيع ، مخلفة نوعا من القلق في صفوف مهني وبحارة الصيد بالمنطقة.
وحسب تصريحات متطابقة فإن هذه المادة الغريبة، تعلق بشباك الصيادين وتغلق فتحاتها ، ما يتسبب في إنحباس المياه داخلها. و يصعب من مأمورية جر الشباك التي تغدو ثقيلة جدا، كأنها مملوءة عن أخرها بالأسماك، قبل أن يفاجأ الصيادون بالمادة اللزجة ملتصقة بالشباك، ويصعب التخلص منها.
وعلق بعض المهنيين على الظاهرة بكونها حالة مرضية ” البحر مريض”، و أضرارها أخطر على معدات الصيد من أسماك النيكرو، ملوحين في ذات السياق بتوقيف نشاطهم إصطراريا، أو الانتقال إلى موانئ مجاورة أكثر أمانا على معدات صيدهم.
وسجلت المصادر المهنية أن إلتصاق المادة اللزجة بالشباك، يصعب من مأمورية سحبها وجرها نظرا للوزن الزائد الذي يتسبب في تمزقها. و يعرقل عملية الصيد. فيما تطالب المصادر وزارة الصيد البحري بالتحرك بسرعة لإعتراض هذا الوحش الخطير، الذي يتحرك ويتزايد بسرعة مدهلة، مهددا نشاط الصيد بالواجهة المتوسطية.
وفي موضوع متصل علقت مصادر عليمة من داخل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري على الظاهرة ، بكونها طبيعية وليست مرضية كما وصفها البعض ، حيث يتعلق الأمر بعوالق حيوانية تسمى “les Salpes” وهي عبارة عن كائنات جيلاتينية وبروتينية، تتحرك مقتفية المياه الدافئة والمعتدلة ، حيث نبهت دات المصادر الصيادين إلى تجنب الإبحار في المناطق التي تنتشر بها، حتى لا تتضرر معدات صيدهم.
وأضافت ذات المصادر أن هذه العوالق هي تظهر لفترة معينة تم تختفي لوحدها ، مسجلة في ذات السياق ظهور les Salpes” بالسواحل الشرقية خصوصا الواقعة شرق الناظور، مؤكدة ما ذهب إليه مهنيو الصيد، بكونها تعلق بالشباك وتشمع فتحاتها، ما يؤثر على دخول وخروج المياه ، الشيء الذي يزيد من وزنها وقد يضر بمعدات الصيد.
وتتغذى الكائنات الجيلاتينية المذكورة حسب ما أوردته تقارير علمية متخصصة، على الأملاح والعوالق النباتية ، سيما بلانكتون النبات ، وهي تتكاثر بشكل أسرع من باقي الحيوانات الجيلاتينية إذ توفر لها الوسط المناسب ، غير أن حضورها في النظام الإيكولوجي البحري ، ظل محط بحث مسترسل للباحثين والمهتمين بالأحياء البحرية .