قوارب الصيد التقليدي بالجبهة تحفّز السياحة البحرية وسط مطالب محلية بحماية هذا النشاط الموسمي المتوراث

0
Jorgesys Html test

شهد ميناء الجبهة هذه السنة نشاطاً سياحياً متزايداً، بعد أن حولت ثلة من  قوارب الصيد التقليدي وجهتها من الصيد إلى تنظيم جولات بحرية سياحية، استجابةً لتوافد أعداد كبيرة من السياح المغاربة والأجانب، لاكتشاف المؤهلات البحرية والجبلية للمنطقة، في تقليد صيفي يتكرر كل عام.

وأكدت مصادر مهنية بالميناء أن هذا النشاط الموسمي ساهم بشكل ملموس في خلق فرص شغل إضافية لبحارة الصيد التقليدي خلال الموسم الصيفي، خصوصاً في ظل الركود الاقتصادي الذي يعانيه القطاع، والذي دفع بعض القوارب إلى التوقف عن الصيد في انتظار تحسن المصايد.

وحسب نجيب أحناش، رئيس تعاونية سيدي يحيى الورداني للصيد التقليدي بالجبهة، بدأ الموسم بأقل من ستة قوارب سياحية، لكن الطلب المتزايد من طرف السياح والمصطافين، إضافة إلى التنظيم المحكم من السلطات المحلية، ساهم في رفع عدد القوارب إلى نحو 60 قارباً تنشط في الجولات البحرية، جلها بقيادة بحارة ينتمون لقطاع الصيد التقليدي، خصوصاً خلال شهر غشت. حيث ان هذه القوارب تقوم بستة جولات على الأقل خلال اليوم .

وأوضح أحناش أن التحول من الصيد إلى السياحة البحرية جاء نتيجة الظروف البحرية الصعبة، مثل محدودية المصطادات، خاصة ضعف المخزون من الإخطبوط، ما دفع البحارة للانخراط في أنشطة سياحية وترفيهية. وبهذه الطريقة، أصبح بعضهم مرافقاً للسياح على متن القوارب، أو مسؤولا عن تنظيم الرحلات البحرية، ما فتح آفاق رزق جديدة لهم، وساهم في إنجاح الرحلات البحرية الصباحية خلال الموسم الحالي خصوصا وأن هناك أيام سجلت توافد ونقل أزيد من 2000 سائح في اليوم.

كما شدد المتحدث على التزام البحارة بكافة الإجراءات التنظيمية والتنسيقية المعمول بها، لضمان السلامة البحرية ومنع العشوائية التي كانت تميز الرحلات السابقة. وتشمل هذه الإجراءات ارتداء السياح لسترات النجاة، وتحديد عدد الركاب بـ8 أشخاص كحد أقصى لكل قارب، مع تحديد أسعار الجولات: الجولة القصيرة لمدة 45 دقيقة بـ150 درهما، وجولة الصباح إلى شاطئ الحواط والعودة مساءً بـ250 درهما، فيما لا تتجاوز جولة المغارتين 200 درهما خلال 50 دقيقة.

ويشير أحناش إلى أن النشاط السياحي يرتبط بالذاكرة البحرية والثقافية للمنطقة، إذ اعتاد سكان الجبهة منذ عقود على تنظيم رحلات جبلية وبحرية خلال الصيف، ويعرفون أسرار التضاريس البحرية والجبلية التي تثير اهتمام السياح، مثل الصخور الجبلية، المغارات البحرية من قبيل “ مغارة عبد الكريم الخطابي” و”مرسى الدار”، والأحواض البحرية والشواطئ بين الصخور، مثل “بلايا 1” و”مونكا 2”.

ويضيف أحناش أن التنسيق بين السلطات المحلية، الدرك الملكي، الوكالة الوطنية للموانئ، ومندوبية الصيد البحري، لعب دوراً محورياً في نجاح الموسم السياحي، بما يعزز مردودية البحارة المالية ويخفف من آثار الأزمات الاقتصادية المتواصلة، موضحاً أن هذا النشاط يمثل الملاذ الأساسي للرفع من مستوى الدخل لبحارة المنطقة خلال الصيف. حيث يبقى هذا النشاط المتوراث عبر الأجيال في حاجلة لإلتفاتة إدارية تعزز جاذبيته ، وتحافظ على موقعه ضمن النشاط السياحي للمنطقة.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا