أثار عدد من البحارة صنف الصيد في اعالي البحار، قبيل الأنطلاق نحو مصيدة الأخطبوط، إشكالية جودة كارطون التلفيف المستعمل في تعبئة الأسماك أثناء الرحلات البحرية.
و بحكم تخصصها في قطاع الصيد البحري، استقت “جريدة البحر نيوز”، مجموعة من المعلومات، و المعطيات بخصوص كارطون التلفيف الذي تستعمله سفن الصيد المجمدة في أعالي البحار، لتلفيف الأسماك، حيث يؤكد المسؤولون على هده العملية (Classificateurs)، بما لا يدع مجالا للشك، أن جودة كارطون التلفيف، يلعب دورا مهما في مساعدتهم في عملهم، أثناء وضع الأسماك، و تعبئتها بالشكل الصحيح، و أيضا أثناء عمليات التفريغ، و إلى غاية تصديرها، أو بيعها.
مصادرنا أكدت بما لا يدع مجالا للشك، أن الوساطة في جلب شركات كارطون معينة للتعامل مع شركات الصيد في أعالي البحار، و تزويدها بالمنتج دون البث في جودته أتناء رحلات الصيد، أضر كثيرا بعمل البحارة في تصنيف الأسماك، و بدد مجهوداتهم خاصة في الوقت الذي يتعرض كارتون التلفيف لماء البحر أو للرطوبة الشديدة، فيتراخى كليا، و يضطر الطاقم إلى معاودة العملية وتعبئة الأسماك، من جديد في ترتيب (الباليط بأكملها).
وهو ما حدى بإحدى شركات الصيد الكبرى في أعالي البحار، والتي كانت تتعامل مع شركة تنتج كارطون التلفيف السيئ الجودة والضعيف الصلابة، فبعدما أخد المجهز خبرا بوجود تلاعبات في الصفقات، غير وجهته شخصيا نحو شركة أخرى تقدم منتوجاتها التي تستجيب للمعايير المتطلبة، حسب طبيعة مهنة الصيد البحري، و هو المعطى الذي لقي ارتياحا من طرف البحارة (Classificateurs)، في مقابل معارضة شديدة لسلسلة الوسطاء الذين يأخدون عمولات على حجم كارطون التلفيف الذي تقتنيه الشركة، ودلك على حساب فئة من البحارة تبحت عن أبسط الشروط لتحسين انتاجية ومردودية السفينة.
و للإشارة فقط فسفن الصيد بأعالي البحار، تنقل في كل رحلة بحرية أطنانا كبيرة من كارطون التلفيف، ودلك حسب الطاقة الاستيعابية لكل سفينة على حدة، و حسب الفلسفة التي يشتغل بها مصنفي الأسماك (Classificateur)، و وفق انتظارات الزبناء، و كذلك و أيضا طبيعة الكارطون المخصص لأصناف سمكية بعينها، والتي تعبئ بشكل عادي في الكارطون كالأخطبوط على شكل بلوك، أو التي تعبئ في علب كرطونية صغيرة كالكلمار، التشوكو، المانغو و أصناف أخرى توضع داخل علب كرطون كبير.
“البحر نيوز” تشتغل على تحقيق في منتوج الكارطون الذي تستعمله سفن الصيد في أعالي البحار، و على جميع الممارسات الشادة من وساطة بين الموزع، و سفن الصيد، و أيضا تواطئ بعض العاملين داخل الوحدات الصناعية للكرطون، للربح السريع من خلال تمرير سلع لا ترقى إلى الجودة الحقيقية المتطلبة في رحلات الصيد الطويلة.
لنا متابعة في الموضوع…