في خطوة تعكس الرغبة المؤسسية في تجديد الدماء الإدارية وتعزيز النجاعة التدبيرية، شهدت مندوبية الصيد البحري بالجبهة تعيين الأستاذ محمد كزنين مندوبًا جديدًا، في إطار رؤية استراتيجية كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، تروم الرفع من جودة الأداء داخل البنيات الإدارية البحرية. هذا التعيين يأتي تتويجًا لمسار مهني وعلمي حافل، ويُعَدّ خطوة نوعية تعكس ثقة الوزارة في الكفاءات الوطنية الشابة المشهود لها بالمهنية والحنكة.
وينتمي محمد كزنين، المزداد بمدينة أكادير، إلى جيل من الإداريين الذين جمعوا بين التجربة الميدانية والبحث الأكاديمي. فقد بدأ مشواره من عمق البحر، على متن سفن الصيد، قبل أن ينتقل إلى العمل المؤسسي سنة 2019 كإطار بقطاع الصيد البحري، كمؤطر بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالحسيمة. كما تدرج في عدد من المناصب، منها مندوبية الصيد ببوجدور، والمندوبية الفرعية لميناء كلاريس، حيث راكم تجربة عملية صقلتها الممارسة اليومية والتواصل المباشر مع مهنيي القطاع.
ويُعرف كزنين داخل الأوساط البحرية بكفاءته الإدارية العالية، وقدرته على التدبير التشاركي، ما جعله يحظى بإجماع واسع في الأوساط المهنية، خاصة بموانئ الحسيمة وبوجدور وكلاريس.
وما يميز محمد كزنين ليس فقط خبرته الميدانية، بل أيضًا خلفيته العلمية المتميزة. فقد حصل مؤخرًا على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا البحرية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بأطروحة نالت تنويه اللجنة العلمية، تناولت “الصيد العرضي لأسطول الصيد الساحلي بالبحر الأبيض المتوسط المغربي – حالة الحسيمة”، ما يعكس التزامه العميق بقضايا استدامة الثروات البحرية.
وقد شارك كزنين في عدد من المؤتمرات الدولية ذات الصلة، منها مؤتمرات نظمتها المنظمة العالمية للزراعة والتغذية (الفاو) وهيئة المصايد المتوسطية، كما حضر مؤتمر حماية المحيطات بمدينة نيس الفرنسية. كما نشر عددًا من المقالات العلمية التي تسلط الضوء على التنوع البيولوجي البحري للمملكة، مما يجعل منه صوتًا علميًا يعزز البعد البيئي في تدبير الثروات البحرية.
وفي تصريحات إعلامية، شدد محمد كزنين على أهمية الشفافية والديمقراطية التي ميزت عملية الترشيح للمنصب، معبرًا عن امتنانه للثقة التي وضعتها فيه الوزارة، ومؤكدًا أن المنصب تكليف قبل أن يكون تشريفًا. واعتبر أن الظرفية البحرية الراهنة تتطلب انخراطًا جماعيًا لكافة الفاعلين – من ربابنة ومجهزين وبحارة وتجار سمك – في أفق الرفع من تنافسية القطاع وضمان استدامة موارده الحيوية.
ويُنتظر أن يسهم التعيين الجديد في تعزيز دينامية مندوبية الجبهة، عبر مقاربة متكاملة تجمع بين تدبير فعّال للمرافق، وإنصات دائم للمهنيين، واستشراف علمي للتحديات البيئية والاقتصادية، ضمن رؤية شمولية لتنمية مستدامة للقطاع البحري.