خرجت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومصانع صيد السمك السطحي بالداخلة “C.O.M.A.I.P” عن صمتها في سياق الحملة الرقمية التي أثارت الكثير من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في أعقاب تخلي سفينة صيد على الأطنان من أسماك الكوربين والدوراد، لترد على ما وصفته بـ”حملة تشويه ممنهجة” تستهدف أسطول سفن الصيد RSW، مستندةً – حسب تعبيرها – إلى “مغالطات وادعاءات لا تستند إلى أسس علمية أو مهنية دقيقة”.
وأبرزت الكونفدارلية في بلاغ صحفي موجه للرأي العام توصلت البحرنيوز بنسخة منه ، أن الاتهامات الموجهة لقطاع الصيد الصناعي السطحي، خصوصاً سفن RSW، ترتكز على مغالطات جزئية، متناسية الحضور الدولي القوي لهذا النمط من الصيد، الذي يُعتمد عليه في كبريات الدول البحرية.
وأوضحت “C.O.M.A.I.P” أن الدول الإسكندنافية، المملكة المتحدة، روسيا، وإيرلندا، إلى جانب عدد من الدول الآسيوية، ما زالت تُشغّل سفن “RSW” ضمن أطر قانونية ومهنية واضحة، بل وتواصل بناء المزيد منها، وهو ما ينفي أي مزاعم حول “حظر هذا النمط من الصيد على الصعيد العالمي”.
وفيما يخص الجدل المرتبط بالأثر البيئي وقضية الانتقائية، ردّت الكونفدرالية بأن السفن RSW الحديثة مزودة حسب المنتقدين، بتقنيات متقدمة، مثل السونارات والكاميرات المدمجة، التي تسمح بالتعرف المسبق على نوع وكمية الأسماك قبل الشروع في الصيد، وهو إعتراف يُعزز وفق نص البلاغ ، من دقة الانتقائية ويقلل من احتمال اصطياد الأنواع المحظورة أو غير المستهدفة.
وفي هذا السياق، شددت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومصانع صيد السمك السطحي بالداخلة، على أن القرار الأخير في الصيد، يظل بيد الربان، وهو من يتحمل مسؤولية الالتزام أو التجاوز، مشيرة إلى أن القوانين المغربية تحمّل المالك المسؤولية الجنائية، حتى في حال وقوع الخطأ من قبل الربان، مما يفتح نقاشاً مهنياً حول الحاجة إلى إعادة تقييم هذا الإطار القانوني.
وأقرت “C.O.M.A.I.P” بوجود بعض “الانزلاقات الفردية” داخل القطاع، لكنها ترفض تعميم الأحكام، مشيرة إلى أن ذلك لا يجب أن يُستخدم لتشويه قطاع بكامله، يلتزم بقواعد الاستدامة والشفافية. وترى الكونفدرالية في ذات السياق ، أن هذه الانزلاقات غالباً ما تكون ناتجة عن تداخل إرادة الربان في خرق القوانين ، مع إهمال محتمل من طرف المالك، داعيةً إلى تعزيز آليات المراقبة والتكوين الأخلاقي داخل القطاع.
ومن النقاط التي حرص البلاغ على توضيحها ، هو الفرق البيئي بين الشباك السطحية والقاعية، حيث أوضحت “C.O.M.A.I.P” أن الشباك السطحية لا تلامس قاع البحر، ولا تضر بالموائل، على عكس الشباك القاعية، مما يجعل أثرها البيئي أقل بكثير، خاصة مع التقدم التكنولوجي الحالي.
ولم تكتفي كونفدرالية سفن ومصانع البيلاجيك بالرد التقني، بل أبرزت حجم مساهمتها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً في الأقاليم الجنوبية، مؤكدة أنها تعد الركيزة الصناعية للرؤية الملكية لتنمية الأقاليم الجنوبية؛ والأعلى من حيث القيمة المضافة للكيلوغرام الواحد من الأسماك السطحية المفرغة؛ كما أنها تُشغل أكثر من 30 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، من بينهم أعلى نسبة مهندسين وأطر عليا في القطاع؛ وتُسهم في تمكين مدينة الداخلة من تجاوز عقبة الاقتصادات ذات الدخل المتوسط، والارتقاء نحو مستويات تنموية أعلى.” وهو ما يجعل من هذه المقاربة الإقتصادية نموذجاً يُبرز أن استغلال الثروات الطبيعية يتم لصالح الساكنة المحلية، وفقاً لتوجيهات الأمم المتحدة.
وشددت الكونفدرالية على أن نجاح هذا القطاع لن يكون دائماً محل ترحيب، وأن “النجاح لا يجلب الأصدقاء دائماً”، إلا أنها ستواصل الدفاع عن المصالح المشروعة لأرباب السفن، مع العمل على تعزيز الشفافية والاستدامة، واحترام التشريعات الوطنية.