خلص لقاء إحتضنته قاعة الإجتماعات التابعة لمندوبية الصيد البحري بأكادير صباح اليوم الأربعاء 18 مارس 2020، إلى التأكيد على مواصلة أنشطة الصيد البحري بميناء أكادير، وتعزيز أدوات وشروط السلامة بالفضاءات ومراكب الصيد، بما يضمن تموين السوق المحلي بالأسماك كواجب وطني تستدعيه الضرورة في هذه الظرفية الحساسة.
وعبر المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي ترأس أشغاله مندوب الصيد البحري بأكادير بحضور المدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد ، وباشا الميناء إلى جانب ثلة من التمثيليات المهنية المحسوبة على مجهزي مراكب الصيد الساحلي والربابنة وتجار السمك السطحي بالميناء، فضلا عن طبيب الميناء، عبروا في تدخلاتهم المختلفة، على أهمية الوعي الحاصل لدى المهنيين كما الإدارة الوصية بحساسية الظرفية. هذه الآخيرة التي تستدعي إنخراط مختلف المكونات المهنية والإدارية وكدا السلطات المحلية ، من أجل ضمان تموين السوق الداخلي بالأسماك كواجب وطني، وكدا حماية المشتغلين في القطاع، من إداريين ومرتفقين ومهنيين، من الفيروس المستجد.
وشدد مندوب الصيد البحري بأكادير إدريس التازي في مجموعة من المداخلات خلال اللقاء، على الإهتمام الخاص الذي تحضى به مختلف المكونات المهنية، لدى إدارة الصيد. إذ سجل في ذات السياق أن إدارته إتخذت مجموعة من التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا المستجد، يبقى أبرزها تعزيز الوعي المهني بأهمية التسلح بشروط النظافة والإحتياطات، المطلوبة في سوق الشغل البحري. مع التأكيد على أن الإدارة بمعية المهنيين ، إنطلقت في تفعيل حملة واسعة لتعقيم مراكب الصيد والبنيات الإدارية، بما يضمن نوعا من الطمأنينة لدى الفاعلين في قطاع الصيد بالميناء.
من جانبه أفاد سبويه عبد العزيز المدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد، أن المكتب إتخذ هو الآخر سلسلة من التدابير الوقائية، إنطلقت بالتوعية والتحسيس، تم تعقيم مرافق الإدارة وكدا سوق السمك بالجملة ومحيطه، مع توفير مواد التنظيف والتعقيم على مستوى بوابة الإدارة وكدا السوق. هذا دون إغفال الحرص على تنظيم عملية ولوج التجار إلى سوق السمك. كما ابرز في ذات السياق أن الوعي المهني لدى التجار، أصبح على درجة عالية من النضج بخصوصية المرحلة ، وذلك في سياق التنزيل الحرفي لمختلف التدابير المرتبطة بالوقاية، ومحاربة وصول فيروس كورونا المستجد إلى الفضاء التجاري .
عبد الرحيم الهبزة النائب الثاني لرئيس الغرفة الأطلسية الوسطى ونائب رئيس الكنفدرالية الوطنية لتجار السمك بالجملة بالأسواق والموانئ الوطنية المشارك في اللقاء، أكد في سياق المداخلات التي عرفها الموعد التشاوري والتنسيقي، على عزم المجهزين والتجار الإنخراط بشكل متواصل، في تموين السوق الوطنية بالأسماك الطرية، ودلك على درجة عالية من المسؤولية، التي تتطلبها الظرفية التي تمر منها البلاد والمتسمة بكثير من الحساسية حيث شرع المجهزون اليوم في توفير مختلف الشروط المساعدة على مواصلة العمل.
ودعا عبد الرحيم الهبزة كلا من إدارة الصيد وكذا المكتب الوطني للصيد، إلى ضرورة مواكبة المهنيين في هذا التوقيت الحساس، خصوصا وأن أثمنة الأسماك ستتراجع بشكل ملفث في الأسواق الوطنية، حيث كثرة العرض وقلة الطلب، وهو ما يتطلب نوعا من الإجراءات المصاحبة، خصوصا الإعفاء من الإقتطاعات التي عادة ما تطول مداخيلهم عند الشراء أو البيع، أو ما يعرف بالطاكس، ومراجعة أثمنة المحروقات، التي تهاوت في السوق العالمية. هذا فيما لايزال المجهزون يشترون المحروقات بأثمنة لا علاقة لها بما هي عليه اليوم في السوق العالمية.
وعبرت السلطات المحلية المشاركة في اللقاء في شخص باشا الميناء عن تأهب السلطات لإتخاذ مختلف السبل، الكفيلة بضمان إستقرار الإنتاج، خصوصا بهذا المرفق الإقتصادي الذي يشكل محورا هاما على مستوى الإستقرار الإجتماعي، حيث أكد رئيس الدائرة الحضرية بأن السلطات هي بصدد إتخاذ مجموعة من التدابير، ذات بعد تنظيمي ووقائي، من حيث حصر عدد الوالجين للميناء ، ومنع الغرباء وكدا المرتفقين، الذين ليست لهم مصلحة داخل الميناء، مع التشجيع على تعزيز الحملات التوعوية، لمنع التجمعات، التي من شأنها أن تشكل ضررا على البحارة والمهنيين، خصوصا وأن والي الجهة يتتبع التطورات التي يعرفها القطاع على مستوى الميناء عن كثب وبشكل دقيق ومتواصل.
وشكل اللقاء الذي يأتي في وقت حساس مناسبة أجمع فيها كل المتدخلين، على أهمية تظافر الجهود في مواجهة الوباء الجائحة، الذي ينتشر بشكل مرعب في مختلف بقاع العالم ، منوهين في ذات السياق بالقرارات الحكيمة التي إعتمدها المغرب بتوجيهات من جلالة الملك ، والتي تؤكد الإرادة القوية للبلاد ملكا وشعبا، في تجاوز هذه المحنة وهزم الفيروس المستجد، حيث يبقى الكل مدعوا من جانبه وإختصاصه إلى المساهمة في هذه الحرب التي تخوضها البلاد ضد الوباء، مسجلين في ذات السياق أن الوطن اليوم يراهن على البحارة ومهنيي الصيد وتجار السمك ليشكلوا مزودا أساسيا لبنك الغذاء بالبلاد.