أعاد تراجع الضغط على السواحل المتوسطية بفعل تراجع حركة مختلف أنواع السفن التي كانت تمخر مياه مضيق جبل طارق، بسبب التدابير الإحترازية التي إتخذتها معظم الدول المتوسطية لتفاذي إنتشار فيروس كورونا المستجد، الكثير من الحيتان الضخمة والدلافين إلى هذه السواحل قادمة من أعالي البحار.
وأكدت إحدى المنظمات الأوربية تعنى بالحياة البحرية، رصدها للحيتان والدلافين وهي تعود بشكل مكثف إلى منطقة بحر مضيق جبل طارق المقابلة للشواطئ المغربية. وذلك نتيجة تراجع حركة السفن الضخمة بالمنطقة، بعد إغلاق معظم الموانئ البحرية لأرصفتها في وجه رسو العبارات السياحية والباخرات الضخمة. هذه الآخيرة التي كانت تحدث أصواتا وضجيحا، ظل يؤثر على عائلات الحيتان والدلافين المهاجرة ويحول دون تمكينها من التواصل فيما بينها حيث تستعمل تلك الحيتان دبدبة السونار البحري لتحديد أماكن الطعام، وولادة الصغار.
ومع تقديم هذه الإشارت الإيجابية من طرف المنظمة بخصوص تشافي الحياة البحرية، يجد مهنيو الصيد البحري بالواجهة المتوسطية بشرق المغرب أنفسهم في وضع مقلق، مخافة تزايد عدد الدلافين السوداء، التي ظلت ولسنوات تشكل كابوسا مزعجا لمهنيي الصيد بالمنطقة، مستفيدة في ذلك من الوضعية التي تعرفها السواحل المحلية بعد تراجع الحركة الملاحية.
وظل مهنيو المنطقة يدقون ناقوس الخطر بخصوص هجمات أسماك النيكرو، التي تسببت حسب إفادات متطابقة للمهنيين في رحيل الكثير من المراكب في إتجاه موانئ أكثر أمنا، لاسيما وأن هذا النوع من الأسماك حسب ذات المصادر يتميز بكثير من الذكاء ، ويتطور في تعاطيه مع معدات الصيد بالمصايد المحلية. وهو ما يهدد في العمق إقتصاد الأسماك السطحية الصغيرة ، التي تلعب دورا كبيرا في استقرار وتطور الاقتصاد الاجتماعي بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. بإعتبار صيد الأسماك يؤمن فرصا للعمل لعدد هام من البحارة بشكل مباشر. إلى جانب الألاف من الوظائف غير المباشرة .
ويطالب المهنيون المحليون اليوم بالتعجيل بإيجاد حلول، تعيد التوازن لقطاع الصيد السطحي بالمنطقة المتوسطية، والتسريع بالإفراج عن الشباك السينية، حتى وإن كانت هذه الآخيرة، لا ترقى للحل النهائي، نظرا لوزنها الثقيل، الذي يحتاج لإستثمارات موازية على مستوى القطع البحرية، لتأهيلها وجعلها قادرة على حمل هذه الشباك وكدا إستعمالها. ناهيك عن كلفة هذه الشباك التي تبقى مرتفعة مقارنة مع الشباك، التي إعتاد على إستعمالها المجهزون المحليون.