لشبونة .. ندوة دولية تناقش حماية التراث البحري للساحل الأطلسي الإفريقي بمبادرة مغربية

0
Jorgesys Html test

احتضن المتحف الوطني البحري البرتغالي،  الجمعة بلشبونة، ندوة دولية حول موضوع “حماية التراث البحري للساحل الأطلسي الإفريقي”، بمشاركة عدد من البلدان من ضمنها المغرب.

ويمثل المغرب في هذه الندوة الدولية، التي نظمت بمبادرة من جمعية السلام لحماية التراث البحري، بتنسيق مع المتحف الوطني البحري بالبرتغال، بمشاركة وفود من السنغال، موريتانيا، والرأس الأخضر، بعثة رسمية يقودها رئيس المجلس الجماعي للداخلة، الراغب حرمة الله.

وحسب بلاغ لجمعية السلام لحماية التراث البحري، شكلت هذه الندوة، التي عرفت مشاركة واسعة لممثلين عن مؤسسات ثقافية وعلمية من بلدان الساحل الأطلسي وغرب أوروبا، وكذا ممثلين عن مؤسسات حكومية وبرلمانية برتغالية متخصصة في مجال التراث البحري، مناسبة لتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي، من أجل حماية وتثمين التراث البحري المشترك.

كما سلط هذا اللقاء الضوء على “المبادرة الأطلسية للتراث البحري”، التي انطلقت من مدينة الداخلة في نونبر الماضي، باعتبارها إطارا استراتيجيا إقليميا لتبادل الخبرات وتكثيف الجهود في هذا المجال الحيوي.

وشهد اللقاء تقديم معطيات جديدة حول التراث البحري المغمور بالمياه الذي تزخر به سواحل الأقاليم الجنوبية المغربية وغرب إفريقيا، ما يعكس الإمكانات الكبيرة الكامنة في هذه المناطق، ويفتح آفاقا واعدة لتحويل جهة الداخلة – وادي الذهب إلى مركز إقليمي محوري لتنفيذ وتتبع مشاريع حفظ هذا التراث المشترك، خاصة بعد إعلان جمعية السلام مؤخرًا عن تحديد تسعة مواقع بحرية أولية في قائمة مرشحة للارتفاع.

وبهذه المناسبة، أعرب مدير المتحف البحري بلشبونة، أوغوستو سالغادو، عن فخره بالتعاون المثمر مع جمعية السلام لحماية التراث البحري، مشددا على أهمية هذه المبادرة التي جمعت لأول مرة ممثلين عن المغرب، وموريتانيا، والسنغال، والرأس الأخضر، في خطوة غير مسبوقة نحو حماية إرث إنساني مشترك واستثنائي.

من جانبه، أبرز السيد الراغب حرمة الله، أن هذه المبادرة تندرج ضمن الرؤية الإفريقية الأطلسية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى جعل التراث الثقافي رافعة للتنمية والتعاون الإقليمي.

أما رئيس جمعية السلام، الشيخ المامي أحمد بزيد، فأكد بدوره، أن هذه الندوة تمثل محطة مفصلية ضمن مسار إقليمي ودولي يهدف إلى الاعتراف بالتراث البحري كعنصر مشترك بين شعوب الساحل الأطلسي، والعمل على حمايته وفق مقاربة علمية وتشاركية.

وشارك العديد من الخبراء والمسؤولين في أشغال هذه الندوة، من بينهم، مدير التراث في السنغال، عمر باديان، ورئيسة المعهد الوطني للتراث الثقافي في الرأس الأخضر، آنا بيساو، ومدير التراث الوطني في موريتانيا، بحام ولد شيخنا، بالإضافة إلى متخصصين جامعيين من مؤسسات متعددة.

وأجمع المتدخلون على أهمية هذه المبادرة، التي ترمي إلى صون التراث المغمور بالمياه وتعزيزه كعنصر أساسي في التعاون الإفريقي الأوروبي، مؤكدين على أهمية تنمية القدرات وتوحيد المبادرات الإفريقية لحماية التراث، وتبادل الخبرات كرافعة لتحسين السياسات الثقافية، فضلا عن تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي.

كما توقفوا عند الأبعاد التاريخية العميقة للتعاون الإفريقي في هذا المجال، ودور علم الآثار الوقائية في حماية هذا النوع من التراث، مشيدين بدور جمعية السلام كمثال ناجح للتعاون الإقليمي البنّاء.

وقد انصبت مجمل المداخلات على التنويه بالمبادرات الأطلسية للتنسيق، مع الدعوة إلى تفعيل برامج جديدة من شأنها كشف مزيد من المعطيات حول هذا التراث الفريد.

يذكر أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار سلسلة من المبادرات المشتركة التي انطلقت من الداخلة، وترمي إلى صون التراث المغمور بالمياه وتعزيزه كعنصر أساسي في التعاون الإفريقي الأوروبي.

البحرنيوز: و.م.ع 

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا