لازالت لعنة الغواصات مستمرة، و لازال الغموض يلف الحوادث المرافقة لها كما هو الشأن بعمليات البحث المكثفة المستمرة لتحديد موقع تواجد غواصة أندونيسية مفقودة قبالة جزيرة بالي مند يوم الأربعاء الماضي، وعلى متنها 53 رجلاً، يواجهون مصيرا مجهولا لحد كتابة السطور في حالة نفاذ كميات الأوكسجين خلال 72 ساعة القادمة.
وحسب وكالات الأخبار الدولية، أن الغواصة ” كري نانغالا 402 ” التابعة للبحرية الإندونيسية، التي تم بناؤها قبل نحو أربعين سنة، نزلت إلى الأعماق في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي، خلال تدريبات عسكرية، و فقد اللاتصال معهم، ما دفع بالسلطات البحرية الأندونيسية للانخراط في عمليات بحث مكثفة، حيث أن رئيس أركان الحرب يأمل العثور على الغواصة قبل يوم السبت، لأنه الوقت المتبقي قبل نفاذ الأوكسيجين في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
وقد ركزت الأبحاث على بقعة نفطية شوهدت شمال جزيرة بالي، حيث يعتقد تواجد الغواصة كري نانغالا 402. إذ أنه تم رصد المنطقة ونشر حوالي 400 جندي ومسعف في العملية الواسعة للبحث والإنقاذ، التي تشارك فيها 6 سفن حربية ومروحية. كما أشارت الاستنتاجات المرتبطة عن تواجد محروقات طافية فوق الماء، على أنها دليل تعرض خزان الغواصة لأضرار، أو أنه تفريغ متعمد لإرسال إشارات الاستغاثة. غير أن تحليل عسكري حذر من أن الغواصة، قد تكون بالفعل تحطمت بعد غرقها في عمق يصل إلى 700 متر، في مأساة مروعة تعيد إلى الأدهان الغواصة الروسية كورسك التي غرقت ببحر بانز.
وعرضت مجموعة من الدول تقديم مساعدتها، بما فيها الولايات المتحدة وأستراليا والهند وفرنسا وألمانيا. وأرسلت ماليزيا وسنغافورة المجاورتان قوارب إغاثة. فبعثت سنغافورة سفينة الإنقاذ المتخصصة في الغواصات ( إم في سويفت ريسكيو) التي يفترض أن تصل إلى المنطقة السبت. بينما من المتوقع وصول تعزيزات من كوالالمبور الأحد.
وتتوفر البحرية الإندونيسية على خمس غواصات في المجموع، صنعت في ألمانيا وكوريا الجنوبية، ( كري نانغالا 402 ) غواصة هجومية مزوّدة بمحركات ديزل وأخرى كهربائية وتزن 1395 طناً، وطولها نحو ستين متراً. والغواصة من “نوع 209” صنعت في 1978 بألمانيا، وسُلّمت في أكتوبر (تشرين الأول) 1981 إلى إندونيسيا. وقد جرى تحديثها مرتين. ولم تشهد البلاد من قبل حوادث خطيرة تتعلق بغواصاتها، لكن عدداً من الدول الأخرى تعرّضت غواصات لديها لحوادث، سقط نتيجتها قتلى في الماضي.
متابعة