إحتضن مقر كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري أمس الأربعاء، أشغال اللجان الفرعية الخاصة بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة في شقها المتعلق بالصيد الساحلي، ضمن جولتها الثانية للخوض في تطورات النقاش، بخصوص المحاور الموضوعاتية، التي تشتغل عليها اللجان المُشكَّلة في إطار تنفيذ توصيات لجنة متابعة مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة التي إنعقدت يوم 11 ديسمبر 2024 بالرباط .
وأفاد مصدر خاص أن هذا اللقاء الذي ترأسه مدير الصيد البحري بالنيابة عبد الله مستثر وبحضور المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ، عرف نقاشا قويا بخصوصا مجموعة من المحاور، التي تهم اللجان الموضوعاتية فيما يخص تقنيات الصيد، ومناطق وفترات إغلاق الصيد، والحجم التجاري الأدنى، فضلا عن الصيد العرضي.
وسجل ذات المصدر، أن اللقاء خلص إلى مواصلة النقاش بخصوص تقنيات الصيد بالنظر لما يعرفه هذا المحور من تقاطبات، للحسم مستقبلا في مجموعة من المعطيات التقنية، المرتبطة بمعدات الصيد. فيما تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة منع الصيد بإستعمال بالونات التشوير (البويات) أو (اللبويات) والتوصية بتجريم الصيد بالاضواء ، وإغلاق المناطق الصخرية، مع التشديد على ضرورة إعادة النظر في الراحة البيولوجية بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة لتكون أكثر شمولية، أو على الأقل ان تمتد للمصيدة الأطلسية الشمالية لاسيما سواحل الصويرة وآسفي، وهو مطلب يبقى محط نقاش، مع التأكيد على رفع فترة الراحة البيولوجية، لما لها من أهمية على مستوى تجدد المخزون وإستدامته.
وعلى مستوى الحجم التجاري نقل مصدرنا، أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، رفض بشكل قطعي التراجع عن الأحجام التجارية المقترحة من طرفه، في إتجاه الإنتقال من نظام الوزن وعدد الوحدات في الكيلوغرام إلى القياس (أنظر الجدول أسفله)، مع تقديم مقترح جديد على مستوى أسماك الأنشوبا، بالتفكير في إعتماد قياسين في فترتين مختلفتين من موسم الصيد خلال موسم الصيد القادم 2026، حيث من المنتظر إعتماد قياس في الوقت الذي يكون هذا النوع من السمك فارغ البطن ، وقياس آخر في الفترة التي يكون فيها مملوء البطن “الشبعة”.
وبخصوص الأسماك الإضافية والتخلي عن الأسماك في البحر، أفاد المصدر المهني، أن اللقاء كشف عن التوجه نحو إخراج ثلاثة أنواع سمكية من لائحة الأسماك الإضافية لمراكب السردين، لتصبح مرخصة بشكل تلقائي، يتعلق الأمر بأسماك “سركالة”، و”الأناناز” و”البوري”، فيما يتواصل النقاش أيضا بخصوص انواع أخرى. هذا في وقت تم التأكيد خلال اللقاء أن أسماك الكوربين، هي محط دراسة لكون هذا النوع السمكي، أصبح مشمولا بمخطط للتهيئة.
وستتجه الأنظار في الأسابيع القادمة لجولة جديدة تعتبر هي الاخيرة في سلسلة اللقاءات التشاورية ، للحسم في مستقبل مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بناء على الإقتراحات المقدمة، خصوصا وأن الجولة القادمة ستكون شاملة، بإعتبار أن اللقاء سيعرف حضور كل من تمثيلية مهني السمك الصناعي، سواء على مستوى الصيد الساحلي أو الصيد في أعالي البحار، ما يجعل اللقاء القادم لقاء بأبعاد تقريرية، قد تتحول معها التوصيات لقناعات تدبيرية، لإنضاج القرارات التي ستهم المصيدة في وقت لاحق .