دعا فاعلون مهنيون في الصيد البحري اليوم الخميس بالعرائش، إلى إتخاذ تدابير عاجلة لإعادة الإعتبار للمصايد المحلية في ظل التحديات الطبيعية والبيئة والبشرية التي تعرفها هذه المصايد، والتي تعود في كثير منها للسلوك الإنساني، الراغب في الربح على حساب إستدامة الأنواع السمكية .
وطالب الفاعلون في مداخلات متطابقة ضمن اشغال لقاء توعوي إحتضنه معهد تكنولوجيا الصيد البحري بالعرائش، بتنظيم من غرفة الصيد البحري المتوسطية وبحضور جمعيات مهنية تنشط في الصيد التقليدي والصيد الساحلي، إلى جانب مندوب الصيد وكدا عدد من الربابنة والمجهزين ، بضرورة تطبيق الزونينك بالدوائر البحرية التابعة لغرفة الصيد البحري المتوسطية ، بما يضمن محاربة الضغط الذي تعرفه المصايد المحلية ، حيث ما أن يظهر الرشم للأسماك السطحية الصغير بسواحل العرائش، حتى تزحف على ميناء المدينة عشرات المراكب القادمة من موانئ مجاورة وبعيدة .
ودعت المداخلات في ذات السياق إلى إلزامية تنزيل نظام الأميال بخصوص مراكب الصيد بالجر ، ومراجعة معداتها خصوصا الشباك التي تستعمل من طرف مراكب الصيد الساحلي ، والتي أصبحت تشكل قلقا بيئيا وهاجسا مخيفا في الأوساط المهنية البحرية ، إذ من غير المعقول أن تستمر المراكب في إستعمال شباك بعيون بين 20 و25 ملم ، في منطقة أصبحت بالكادر تعرف نوعا من التجدد على مستوى الآسماك السطحية الصغيرة، بمعنى انها موطنا ومفرخة للأسماك ، لدى وجب تعزيز المراقبة والضرب بيد من حديد، سواء على مراكب الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية الصغيرة، أو مراكب الصيد بالجر ، المتورطة في مخالفة قوانين الصيد، بحيازة أدوات صيد ممنوعة، أو التورط في إستهداف صغار الأسماك أو الصيد في مساحات ممنوعة .
إلى ذلك دعا المتدخلون وزارة الصيد إلى تعزيز الجانب الزجري بجعل الربان مسؤولا عن المخالفات التي ترتكب على متن مركب الصيد ، بإعتباره المسؤول على كل ما يقوم به طاقم الصيد على متن المركب وكذا بالمصايد ، لدى كان من الضروري أن تشمله العقوبات ، حتى لا تبقى منحصرة في المجهز، رغم انه في العادة لا دخل للمجهز في المخالفات المرتكبة، لدى أصبح من الضروري صياغة دفتر تحملات يتم تعميمه على مختلف الموانئ ، تحدد فيه مسؤوليات الربان ، وتضعه في قلب المساءلة حيال المخالفة التي ترتكب في المصايد . كما دعت المداخلات في ذات اللقاء، إلى التعامل مع خصوصية المناطق البحرية واستحضار التضحيات المهنية، بتسخير البحث العلمي لمواكبة الفاعلين المهنيين، وتعزير الجانب التشاركي والإستشاري في صياغة المخططات الرامية لتطوير المصايد.
وفي موضوع متصل أكد اللقاء على الاثار السلبية المحتملة لنشاط جرف رمال البحر بسواحل العرائش والتي تعتبر من السباب وراء المتغييرات الإيكولوجية بالوسط البحري. وخاصة أن اغلب المناطق الموجودة في شمال المحيط الأطلسي تتميز بوجود ثروات نباتية وحيوانية بحرية مهمة وبها مناطق للتوالد حساسة جدا. حيث يعتبر جرف الرمال البحرية من الأسباب الأكثر ضررا بالمجال البحري، لكونه يؤدي الى تدمير البيئة البحرية بحيث يتم قتل ما يزيد عن آلاف الكائنات الحية الصغيرة، في طور النمو والتي غالبا ما تكون عبارة عن يرقات أو بيضات في كمية من الرمل.
يذكر أن اللقاء الذي يدخل قي إطار الرؤية الاستراتيجية التي تنهجها غرفة الصيد البحري المتوسطية للمحافظة على البيئة البحرية والثروات السمكية وفق بلاغ لغرفة الصيد المتوسطية توصلت به البحرنيوز، يأتي للاستماع للمكونات المهنية البحرية بخصوص التطورات التي تعرفها المصايد المحلية ، وعلى الخصوص إشكالية جرف رمال البحر قبالة جماعة الساحل بإقليم العرائش، ومدى الآثار التي تركتها الشركات المستغلة من تدمير للثروات السمكية في المنطقة خاصة والبيئة البحرية عامة، والتي أدت الى انهيار المخزون السمكي بشكل مهول، بعدما كانت العرائش تعرف بالمنتوجات البحرية المتنوعة والمتوفرة بكثرة.