من النوادر التي يذكرها بعض قدماء الحنطة بسوس تلك الإتفاقية التي وقعها مسؤولوا المكتب الوطني للتسويق والتصدير لإتحاد السوفياتي والتي تم بموجبها بيع علب السردين بزيت الزيتون بثمن علب الزيت العادي.
ولما قدموا الإتفاقية إلى المنتجين في آسفي التي كانت تعتبر تعتبر أكبر مصدر للسردين في حين كانت أكادير لا تصدر إلا كمية قليلة، أبى منتجوا آسفي التعامل مع الإتفاقية، لأن فيها خسارة كبيرة نظرا لغلاء ثمن زيت الزيثون مقانة بالزيت العادي.
وعزا عبد الله كيكير الذي أورد الحديث عن الإتفاقية في كتابه من رجالات سوس الحاج محمد القاصدي من رواد تحديث المقاولة السوسية، إلى إنعدام الخبرة والتجربة عند مسؤولي واطر المكتب الوطني للتسويق والتصدير، مشيرا ان جلهم كانوا شبانا قد تخرجوا في حينه من مدارس تجارية عليا في فرنسا وغيرها، ووظفوا في المكتب بدون خبرة سابقة ولا معرفة تامة بالمنتوجات المغربية وأنواعها.
وقد دفعت هذه الإتفاقية بمسؤولي المكتب يروي عبد الله كيكر إلى الإستنجاد بالحاج محمد القاصدي رئيس الغرفة التجارية لأكادير انداك و رئيس منتجي السردين بالمدينة للتدخل من أجل إخرجهم من الورطة التي وقعوا فيها، على ان يعوضوا المنتجين ما قد يخسروه في هذه الصفقة في الأنواع الآخرى.
وذكر دات المصدر أن هذه الحادثة كانت من الأسباب التي وسعت الأسواق أمام منتجي السردين بأكادير وكما يقال رب غلطة جرت نفعا.
منقول بتصرف عن كتاب ” من رجالات سوس الحاج محمد القاصدي من رواد تحديث المقاولة السوسية”