لن يخطئ إثنان النظرة إلى إكتساح حزب التجمع الوطني للأحرار لدائرة الترشيحات المهنية في قطاع الصيد البحري المرتبطة بانتخابات غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، المقررة يوم 6 غشت 2021 ، سواء بإعتماد رمز الحمامة أو التوجه نحو اللامنتمي بنية دعم الحزب في الحضور على مستوى التسيير في المحطة القادمة، فيما يبقى حضور أحزاب أخرى محتشما بالدوائر البحرية التابعة للغرفة، حتى أنه يقتصر على حزب الإستقلال كمنافس وحيد للتجمعيين في الصيد الساحلي وهو ذات المنافس في الصيد التقليدي إلى جانب الأصالة والمعاصرة ولامنتمي .
وفي قراءة بسيطة فعدد الأحزاب المتنافسة في إنتخابات غرفة الصيد الأطلسية الوسطى تبقى محدودة، يتقدمها التجمع الوطني للأحرار الذي يبقى الحزب الوحيد الممثل على مستوى الصيد بمختلف الأساطيل والدوائر، حيث يحظر بلائحة في اعالي البحار وثلاث لوائح في الصيد الساحلي بكل من ميناء أكادير وميناء سيدي إفني وميناء طانطان ، إلى جانب حضور مجموعة من الترشيحات في الصيد التقليدي ، فيما يبقى لامنتمون خيارا في غياب أحزاب منافسة في الصيد الساحلي وأعالي البحار بأكادير ، حيث هناك ثلاث لوائح لامنتمون في الصيد الساحلي باكادير فيما يحضر كل حزب الإستقلال وحزب التقدم والإشتراكية كمنافسين إلى جانب حزب التجمع على المقاعد الثلاث المخصصة لميناء الوطية. أما على مستوى الأنشطة الساحلية فتحمل ترشيحا لحزب التجمع الوطني للأحرار. إلى ذلك تتنافس بعض الأحزاب على المقاعد الخمسة المخصصة للصيد التقليدي، خصوصا حزب الحمامة الحاضر في الدوائر الخمسة وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الإستقلال مع لائحة لامنتمي بأكادير.
ووفق تصريحات متطابقة لمجموعة من وكلاء اللوائح بحزب الحمامة، فغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، تسير بثباث في إتجاه التلحف بالأزرق في السنوات الستة القادمة كطموح قوي للتجمع الوطني للأحرار، مع حضور اللامنتمون الذين يبقوا في غالبيتهم أوفياء للحمامة ، فيما قد تضم التشكيلة المنتظرة لأعضاء الغرفة حزب أو حزبين قد يسعفهما كل من الصيد الساحلي بطانطان والصيد التقليدي في الحضور ضمن تركيبة الغرفة . فيما أكد ذات الوكلاء، االذين إختاروا المنافسة تحت قبعة الحمامة أو حتى لامنتمي، أكدوا في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، ان هذا الإنزال القوي لحزب التجمع، أملته العلاقة القوية التي تربط الأمين العام للحزب بمختلف الفعلين المهنيين ، حيث أكد احدهم هذه العلاقة بالقول “هذا راه الوزير ديالنا ونحن نعرفه ووهو يعرفنا، من خلال السنوات الطوال التي قضيناها جنبا إلى جنب ، ونحن واثقون يقول المصدر ، من حصول الحزب على نتائج مرضية خلال انتخابات غرف الصيد”.
من جهته أكد متتبعون للشان البحري إلتقتهم البحرنيوز، أن واقع الحال يتحدث بلغة الأرقام، فوزراء الأحرار دبروا استراتيجيات قطاعية مهمة وفي قطاعات حساسة، على غرار إستراتيجية “أليوتيس”، التي مكنت البلاد من احتلال مراتب متقدمة إفريقيا وعالميا في الصيد البحري، والذي يحضى بحيوية كبيرة على المستوى الوطني والقاري وكذا العالمي . فبفضل هذا المخطط تقول المصادر إستنادا لمؤشرات إحصائية، ارتفع معدل النمو السنوي للقطاع البحري من 0,6% إلى 2% في ظرف 10 سنوات. كما ان قطاع الصيد أصبح أكثر هيكلة ، بفضل المخططات المختلفة التي تم تنزيلها ، دون إغفال المنجزات المحققة على مستوى الملف الإجتماعي في القطاع . لدى فالفاعلون المهنييون، هم أكثر حرصا على مواجهة التحديات وفق ذات المصادر، التي لازالت تأرق الوسط المهني البحري ، من خلال الإستقرار ومواصلة المشوار لتحقيق المزيد من المكتسبات القطاعية .
غير أنه أمام هذا التوجه الذي يحاصر الساحة المهنية في قطاع الصيد ، تبرز الحاجة أمام اللوائح المتنافسة على عضوية غرف الصيد ، لبرامج تنطلق من الوسط المهني وتصب في البرنامج العام الحزبي لتساير الواقع المهني ، بما تفرضه الساحة من خصوصيات قطاعية ، وكذا التحديات التي أصبحت تعرفها السواحل المغربية ، حيث الرهان على التمثيلية القادمة ، لتكون خير صوت للمهنيين في الترافع على المهنة، من داخل مؤسسة دستورية، يبقى نشاطها وحركيتها ، مرتبطين بكاريزما التمثيلية الحاضرة ضمن تشكيلة الغرفة ، وكذا معرفتها بأليات الترافع لصالح المهنة ، التي تستعد لإستقبال إسترتيجية قطاعية جديدة سترسم العقد الجديد .