خلف تراجع مفرغات الأخطبوط بنقطة الصيد “مارتيل” التابعة للدائرة البحرية المضيق، حالة من الاستياء في صفوف بحارة الصيد التقليدي. هؤلاء الذين عقدوا الكثير من الأمل الممزوج بالطموح والتطلعات لتحقيق موسم صيفي إستثنائي ، لإنعاش مداخيل البحارة، في ظل محدودية المصايد المحلية.
وأوضحت مصادر مهنية محلية في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، أن السواحل المحلية لم تعد سخية كما كانت مع بداية الموسم ، حيث عرفت مصطادات الاخطبوط المستقطبة من طرف قوارب الصيد التقليدي تراجعا ، مقارنة مع بداية الموسم الصيفي، الذي كان قد شهد بروز الأحجام التجارية الجيدة، التي تتراوح بين كيلوغرام الى 3 كيلوغرمات بكثرة، وهي الأحجام التي زاد سقف أثمنتها عن 80 درهما للكيلوغرام.
وأفادت ذات المصادر، أن أثمنة الأخطبوط تعرف توهجا على المستوى الوطني، حيث إرتفعت أثمنة الأحجام الجيدة إلى ما فوق 90 درهما للكيلوغرام. غير أن هذه الإرتفاعات المهمة لم يستفد منها مهنيو الصيد بالمنطقة، بالنظر لتراجع حجم مفرغات قوارب الصيد التقليدي، التي لم تتعدى في عمومها بين 5 إلى 10 كيلوغرام، للقارب الواحد. وهي كميات محدودة ناجمة عن انتشار الأحجام الصغيرة في حدود 400 غرام، لم تتجاوز اثمنتها 50 درهما للكيلوغرام.
واتجه مهنيو الصيد التقليدي مؤخرا لتطعيم صناراتهم، إستعدادا لتغيير نظام الصيد، بغرض القيام برحلات بحرية تستهدف مختلف المنتوجات السمكية، التي تزخر بها المنطقة، من قبيل أسماك الشرغو التي وصل ثنمنها الى 40 درهما للكيلوغرام واسماك الراية والتي تراوحت قيمتها المالية بين 30 و25 درهم للكيلوغرام.
وفي موضوع متصل طالب مهنيو الصيد التقليدي بنقطة التفريغ مارتيل ، بضرورة إنجاز رصيف مينائي لتكتمل معالم البنيات التحتية والمرافق الإدارية والتجارية لنقطة التفريغ المجهزة، بهدف ملاءمتها مستقبلا مع الوضعية البحرية المهنية بالمنطقة.
ويرى الفاعلون المحليون في انجاز الرصيف حلا للقطع مع مجموعة من الصعاب، التي تعيق تطور قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة. حيث يتطلع الفاعلون المحليون إلى الاستفادة من كل الفرص التي تتيحها السواحل المحلية على طول مواسم الصيد بما فيها الإسبادون الذي يحتاج البنيات تحتية جيدة ، كما أن المهنيون يتطلعون للرفع من عدد أيام الإبحار بالسواحل المحلية المطبوعة بالتقلبات والتغيرات المناخية ، التي عادة ما تصعب من عمليات الرسو والإبحار.