إرتبط الأرز و السمك في الأوساط المغربية ببعض المدن الجنوبية للمملكة، كما هو الشأن بالعيون وبوجدور، والداخلة ، وطرفاية … كونها المدن الصانعة التي أنجبت هذا النوع من الأطباق، والمعروف محليا بطبق “مارو و الحوث” في شكل يتجانس مع الطبيعة البحرية والخضروات الطرية، و بمذاق لذيذ، جعل الساكنة المحلية تداوم على تذوق هدا الطبق، خلال المناسبات الاحتفالية الكبرى في الأعراس، الختان و الأعياد، نهيك عن المداومة على إعداده وتقديمه على مدار أيام شهر الصيام .
أطباق مغربية تقليدية كثيرة تميز الشهر الفضيل، من بروات بالحوث، طاجين الحوث، لحريرة، والتي تعد أعمدة رمضان الاستهلاكية ينضاف لها الروز والسمك، باعتبارها موروث ثقافي وتاريخي توضح ، العثماني عائشتو في تصريح لجريدة البحرنيوز . وأكدت عائشتو وهي بالمناسبة واحدة من النساء الفاعلات في الصيد بالمنطقة بإعتبارها رئيسة الاتحاد الجهوي للتعاونيات النسائية في قطاع الصيد البحري بجهة العيون الساقية الحمراء، “إن مارو والحوث رمز من رموز المطبخ المحلي الصحراوي، توارثته الساكنة المحلية على مدى الاجيال.”
ولا يكاد يخلو منزل أو مائدة بمدن الجنوب المغربي حسب تصريح عائشتو من “مارو و الحوث”، الذي يتم إعداده بطريقة احترافية، تسهر ربة البيت على تشكيله، باعتماد السمك المتوفر خصوصا منها كروات السردين وسمك الكوربين، والكروفيت والأخطبوط. وهي مجموعة من الأصناف البحرية، تنضاف لها التوابل والخضروات الطرية، لتشكل هدا الطبق اللذيد.
ويحظر هذا الطبق على نار هادئة، باستعمال “القدر” تقول عائشتو، وبمكونات بسيطة، ناتجة عن اختلاط ناجح للمكونات الأساسية، التي تعرف بالشرمولة، و التي تضم التوابل والطماطم وعصارة الليمون، القزبر ، المعدونس، و البصل، والثوم. ذلك إلى جانب المكونات البحرية الأساسية الذي عادة ما يكون صنفا من الاصناف البحرية، ينضاف إليها الأرز والخضروات من قبيل البادنجان الملفوف، والكوس أو القرع الأخضر ليصبح بعدها مارو والحوث جاهزة للاستهلاك بعد عملية طهيه.
خلال شهر رمضان المعظم يتم الإقبال وبكثرة على طبق “مارو والحوث”، من طرف الساكنة المحلية تشير عائشتو ، حيث تتفنن النساء في إعداده، كواحدة من فنون الطبخ البحري الصحراوي، ليصبح اليوم موروثا ثقافيا لا يمكن الإستغناء عنه أو مقاومة مذاقه في الوسط المحلي، بجل المناسبات الدينية وذلك لما يحمله من قيمة غذائية مهمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا كثير أتمني أن يعجبكم و كذلك شكرا علي المقال