بعد أيام من النقاش والجدل حول إعلان مقترحات الوزارة الوصية على قطاع الصيد البحري، للخروج من نظام القالب وعدد الوحدات في الكيلوغرام إلى نظام قياس الطول في إحتساب الحجم التجاري للأسماك السطحية الصغيرة، عادت الساحة المهنية لصمتها دون تفعيل هذه المفترحات، التي كان يعول على تفعيلها مع بداية الموسم الجديد ، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول هذا الخفوت، وكأن الإدارية إستسلمت لمطالب التأجيل التي رفعتهها مكونات مهنية.
ويرى فاعلون مهنيون أن هذا التأجيل يبقى غير مبرر ، خصوصا وأن المصيدة تمر من أوقات حرجة، وتعيش على وقع الكثير من التحديات، وهو ما يفرض التخلص من مجموعة من التراكمات ، والخوض الصريح في إصلاحات جوهرية بما في لك قياسات الأحجام التجارية للأسماك، حيث أن الإعتماد على إحتساب عدد الوحدات في الكيلوغرام ، لم يعد مجديا، وبات من اللازم تغيير هذه الطريقة التي اظهرت أوجه قصور في تدبير هذا العملية الإسترتيجية، سواء على المستوى المهني أو على المستوى الإداري. وهو ما جعل من تغيير هذا النمط واحدا من مخرجات إجتماع لجنة تتبع مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، المنعقد بتاريخ 18 شتنبر2023.
وقدمت الوزارة مجموعة من المقترحات في ذات السياق، مطالبة التمثيليات المهنية بتقديم ملاحظاتها بهذا الخصوص، وذلك في أجل أقصاه 31 يناير الماضي. إذ مر شهر كامل عن نهاية الأجل المحدد لتقديم الملاحظات ، دون أن يكون اي أثر لتنزيل المقترحات على الأرض الواقع ، اللهم بروز ردود أفعال مهنية تزاوج بين الرفض المرحلي والتأجيل الظرفي، على أبواب رمضان الأبرك، فيما تشدد أطراف أخرى على ضرورة التعجيل بتفعيل المقترحات بما يخدم مصلحة المصايد المحلية ، ويتصدى للكثير من السلوكيات الشادة التي ظلت تختبأ وراء نظام القالب المتبع حاليا.
وتقترح الوزارة بالنسبة لسمك السردين، مقياس في حدود 14 سنتمترا بين الرباط والسعيدية، و 14.5 سنتمرا بين الرباط وإمسوان و 15 سنتمتر بين تاغناج وكاب بوجدور، ثم 15.5 سنتمترا بجنوب كاب بوجدور. إلى ذلك وعلى مستوى باقي الأصناف المعنية، تقترح الوزارة 13.5 سنتمترا بالنسبة للأنشوبة، و19 سنتمترا بالنسبة للأسقمري، و20 سنتمترا لصنف السردينيلا ثم 14 سنتمترا بالنسبة لأسماك الشرن.
وتعالت الأصوات بعد إعادة النظر في الزونينك وتنزيل مجموعة من الإصلاحات بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، داعية إدارة الصيد إلى تغير إحتساب الحجم التجاري لأسماك السطحية الصغيرة، من عدد الأسماك في الكيلوغرام، إلى طول الأسماك بالسنتمتر. خصوصا وان وزن الأسماك يتراجع بين لحظة الصيد والتفريغ بالموانئ، كما هو الشأن لأسماك الأنشوبا ، التي ظلت تطرح الكثير من الإشكاليات على مستوى المول، المرتبط بعدد الأسماك المشكلة للكيلوغرام ، وذلك وسط مطالب جادة بإعمال القياس بدل الوزن.