عبر فاعلون مهنيون في قطاع الصيد بميناء أكادير عن تضامنهم المطلق مع شهداء الكارثة الطبيعية، التي هزت الرأي العام الوطني والدولي، بالنظر لخسائرها البشرية الثقيلة. حيث تفرّع الميناء إلى مجموعة من التنسيقيات تشتغل ضمن مبادرات إنسانية تروم التعاطي مع متطلبات المرحلة التي فرضها الزلزال الخطير الذي هزّ مجموعة من المناطق المغربية.
وضمن هذه التنسيقيات هناك تنسيقة تجمع فاعلين محسوبين على الصيد في اعالي البحار، إلى جاب أحد الفاعلين في الصيد الساحلي، هؤلاء الذين تعبؤوا منذ وقوع الكارثة الإنسانية وتكتلوا في تنسيقية لتدبير الأزمة بتنسيق مع السلطات المختصة على مستوى الميناء، من أجل تقديم المساعدات اللازمة في هذه المرحلة الحساسة بالمملكة، حيث تم الإهتداء إلى رصد مساعدات غذائية على شكل قفف، وترك روح المبادرة امام المجهزين لإعلان العدد الذي سيتبرعون به لصالح المتضررين بالمناطق المنكوبة. إذ مكنت هذه الخطوة في مرحلتها الأولى من تأمين قرابة 10000 قفة، ستجد طريقها للمتضررين بالمناطق المنكوبة.
وقال فؤاد بنعلالي رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى أحد منسقي هذه المبادرة الإنسانية، إلى جانب رحال نفاث رئيس جمعية أصدقاء ميناء اكادير توفيق الجندي رئيس الجمعية المغربية لأرباب مراكب الصيد في أعالي البحار ، وعبد الرحيم الهبزة الفاعل المهني في الصيد الساحلي، أن هذه المبادرة تختزل أقل ما يمكن تقديمه في هذه المرحلة للساكنة المتضررة، معبرا عن تأثره العميق من هول الكارثة ، حيث عبر رئيس الغرفة عن تضامنه اللامشروط مع أسر الضحايا، مقدما بإسمه الخاص ونيابة عن باقي الفاعلين المهنيين في الصيد تعازيه الصادقة لأسر الشهداء وكل المغاربة ملكا وحكومة وشعبا في هذا المصاب الجلل.
وأوضح فؤاد بنعلالي في تصريح للبحرنيوز، أن الدائرة البحرية الوسطى تواصل اليوم تفعيلها لمجموعة من المبادرات الإنسانية، يؤطرها فاعلون بما فيهم أعضاء بالغرفة الأطلسية الوسطى أغلبية ومعارضة، وكذا إطارات مهنية، كما يحدث اليوم بميناء اكادير سواء على مستوى منهيي الصيد الساحلي أو التقليدي او في أعالي البحار، من أجل وضع لمسات إجتماعية في هذه المرحلة الحساسة التي تعرفها البلاد، حيث يؤكد مهنيو الصيد من خلال هذا التضامن والتلاحم يسجل رئيس الغرفة، تجنّدهم الدائم وراء جلالة الملك، الذي أكد على صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك؛ في إتجاه مواصلة مسارنا التنموي، وتحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية.
وأشار الفاعل المهني أن هناك تنسيق قوي بين مختلف الفاعلين المحليين ورؤساء التمثليات المهنية المختلفة بالدائرة البحرية، في إتجاه دراسة مختلف المبادرات الممكنة، عبر تنسيق الحاجيات إعتمادا على السلطات المختصة وكذا تحديد الوجهات الممكنة، للتخفيف من هول الكارثة، حيث نوه رئيس الغرفة بالحس التضامني الذي يجتاح كل الأطياف المهنية بمختلف الدوائر البحرية، ليؤكد أن من وسط الأحزان والمآسي، تظهر صور من النبل الإنساني وروح التكافل الذي يربط الفئات الاجتماعية المختلفة بالمملكة.
إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية في حصيلة محينة إلى حدود الساعة الواحدة من زوال اليوم الثلاثاء، أن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية بلغ 2901 شخصا، تم دفن 2884 منهم، تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5530 شخص. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن عدد الوفيات بلغ 1643 بإقليم الحوز، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي العمالات والأقاليم المعنية.
وأشارت وزارة الداخلية أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.