نظم متدربو شعبة تربية الأحياء المائية بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، مؤخراً، زيارة ميدانية لإحدى الوحدات الصناعية المتخصصة في تربية الأسماك، والتابعة لإحدى الشركات الرائدة بمدينة المضيق.
وتأتي هذه الزيارة في سياق برنامج التكوين المستمر الذي يستفيد منه المتدربون، والذي يهدف إلى ربط الجانب النظري بالتطبيق العملي، وتمكين المشاركين من اكتساب معارف تقنية ميدانية. وتمتد الدورة التكوينية لثلاثة أسابيع، اقتربت من نهايتها، حيث لم يتبقَ سوى يومين على ختامها.
وفي تصريح لجريدة “البحرنيوز”، أوضح التهامي مشتي، المسؤول عن المركز الوطني للإرشاد البحري، أن هذه المبادرة تندرج ضمن استراتيجية معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، التي تروم الرفع من جودة التكوين البحري، عبر تمكين المتدربين من الانفتاح على بيئة العمل الحقيقية، والاطلاع الميداني على مختلف مراحل إنتاج الأسماك، من التربية إلى التسويق، وفقاً للمعايير المهنية المعتمدة في القطاع.
وشملت الزيارة، بحسب المتحدث ذاته، وحدة إنتاجية متخصصة في تربية أسماك “الدرعي” بمدينة المضيق، حيث أُتيح للمتدربين الاطلاع عن قرب على العمليات التقنية المرتبطة بتربية الأحياء المائية، بما في ذلك المراقبة البيولوجية والفيزيائية للوسط البحري، تقنيات التغذية، تتبع الحالة الصحية للأسماك، فضلاً عن مراحل التهيئة والتوضيب من أجل التسويق، وذلك في احترام تام لمعايير السلامة البيئية والصحية والجودة.
وفي السياق ذاته، عبّر سفيان بلبحرية، أحد المتدربين بشعبة تربية الأحياء المائية، عن ارتياحه لمستوى التكوين الذي يتلقاه بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، مشيراً إلى أن البرنامج التكويني ساعده، إلى جانب زملائه، على اكتساب معارف ومهارات مهنية هامة، سواء من خلال الدروس النظرية أو عبر الأنشطة التطبيقية الميدانية، التي مكنتهم من ملامسة الواقع العملي ومواكبة التقنيات الحديثة المعتمدة في القطاع.
وقد رافق الطاقم البيداغوجي والإداري للمعهد المتدربين خلال مختلف مراحل التكوين، سواء على مستوى تأطير الدروس النظرية أو تنظيم وتنفيذ الزيارات الميدانية، التي ساهمت بشكل ملموس في ترسيخ المفاهيم والمكتسبات، وتوفير تجربة تعليمية متكاملة تستجيب لمتطلبات سوق الشغل.
ويُعد هذا التكوين جزءاً من الجهود الوطنية الرامية إلى دعم وتطوير قطاع تربية الأحياء المائية، الذي تراهن عليه الجهات الوصية كأحد الحلول المستقبلية لتحقيق الأمن الغذائي، ورفع الإنتاجية البحرية بجميع أصنافها، من خلال تكوين يد عاملة مؤهلة ومتمكنة من التقنيات الحديثة في هذا المجال الواعد.
