مجزرة السردين ! من أعظم أحدات الطبيعة ..وأكبر تجمع للمفترسين

0
Jorgesys Html test

البحر نيوز / محمد عكوري

إنه بالفعل أحد أعظم الأحداث الطبيعية وأكثرها إثارة للرهبة والذي ينتظرة عشاق التصوير والطبيعة والغوص من كل أرجاء العالم, هو ذلك الحدث الفريد والغريب الذي يتكرر عدة مرات كل عام ما بين شهري مايو ويوليو عندما تتحرك أسراب متتابعة عملاقة وضخمة للغاية من أسماك السردين (سردين الرنكة الجنوب أفريقية \ South American pilchard) والتي يصل عددها إلى مليارات الأسماك.

ويصل طول هذه الأسراب في بعض الأحيان إلى 7 كيلومترات وبعرض 1.6 كلم وبعمق يقارب الـ 30 مترا ، مسببة ما يطلق عليه (جنون الغذاء \ Feedingfrenzy) حيث يجتمع كل مفترسي البحر والجو الذين يتغذون على الأسماك الصغيرة (السردين) في وليمة عملاقة للغاية تكفي الجميع, مشكلة مناظر رهيبة بكل ما تعنية الكلمة من معنى.
ما يثير الرهبة والدهشة في رحلات السردين العملاقة هذه، هو الإجتماع الغريب والتوافق المذهل لعدد من المفترسين (الدلافين, طيور الأطيش، أسماك القرش وحتى الحيتان الأستوائية العملاقة وغيرها الكثير) بحيث يعملون جميعا جنبا إلى جنب ليتعاونوا  على فك وتفريق أسراب السردين الذي يرهب تجمعها مع بعضها، ويقلل من إمكانية إلتهامها ويسهل عملية خروجها سالمة في رحلتها الملحمية.

 والغريب في الموضوع أن أيا من هذه المفترسات لا تحاول الإعتداء على الأخرى، فالهدف هنا واحد، حيت تبدأ الدلافين المعركة بدخول أسراب السردين والعمل على تفريقها ودفعها قريبا إلى السطح ليحاذي مجال طيور الأطيش، وهي هنا القوات الجوية الجاهزة والعالية التدريب والتي تبدأ بالإنقضاض إلى داخل الماء بأعداد كبيره وهائلة، والسباحة هناك مشكلة أسرابا مائية أخرى لتفرق حشود السردين وتتغذى عليها.

هذا الأمر يغري أسماك القرش لدخول المعركة والحصول على حصتها من هذه الوجبة العملاقة. ويتدخل أخيرا الحوت الإستوائي العملاق الذي يلتهم ما يزيد عن 10 آلاف سمكة سردين في لقمة واحدة.

ويعود سبب تجمع السردين بهذه الأعداد الهائلة في هذا الوقت من العام إلى تفريخها في منطقة تكاثرها في المياه الباردة في المنطقة الشاطئية بجنوب القارة الأفريقية، والتي يطلق عليها (منطقة أجولهاس \ Agulhas Bank) بحيث تتجمع وتنطلق في رحلتها. ولكي تبدأ في هذه الرحلة يعتقد العلماء أن المياه يجب أن تنزل حرارتها إلى ما دون الـ 21 درجة مئوية ولا ينجح السردين دائما في هجرته، والسبب الأهم في فشل الرحلة ليس الإفتراس، بل هو درجات الحرارة. وقد فشل السردين في الوصول إلى وجهته وهي شرق القارة الأفريقية 3 مرات في الـ 23 سنة الماضية منها مرة في عام 2003 وأخرى في عام 2006.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا