تتواصل بسواحل طانطان عمليات التمشيط بحثا عن ضحايا حادث مركب “لون”، الذي تحطم صبيحه أول أمس، قبالة مياه المدينة ، حيث أصبح أمل العثور عن ناجين في الحادث منعدما، خصوصا في ظل الظروف الجوية الصعبة التي تعرفها سواحل الإقليم مند يوم الخميس المنصرم.
وأكد مصطفى مرجان مندوب الصيد البحري بطانطان، أن العمليات التمشيطية المتواصلة مند أول أمس السبت، قد تم الاستعانة فيها بخافرة الإنقاذ “أسا” ، التابعة للمندوبية ، إلى جانب مروحيتين، إحداهما تابعة للدرك الملكى، والأخرى للقوات المساعدة، بالإضافة إلى مراكب للصيد بالخيط أملا في العثور على ناجين، أو جثث المفقودين الثمانية في إنتظار التأكد من الجثة التي تم العثور عليها يوم السبت المنصرم، والتي مازالت الشكوك تحوم حولها من حيث الإنتماء من عدمه للطاقم المفقود في غنتظار التأكيد الرسمي بعد الإنتهاء من الإجراءات العليمة الرامية لتحديد الهوية والتي تقوم بها المصالح المختصة .
وأبرز المصدر أن العمليات التمشيطية تم تركيزها على بعد أقل من ميل بحري ، حيث الاعتقاد السائد أن التيارات البحرية ستدفع الجثث صوب الساحل ، خصوصا وأن التصريحات التي أدلى بها ربابنة مجموعة من المراكب في إطار التحقيقات التي فتحتها المصالح المختصة ، هي تؤكد أن المركب كان يزاول نشاطه على مقربة من الشاطئ، وهي المنطقة المعروفة بتكسر الأمواج وكذا وجود صخور. حتى أن بعد الربابنة كانوا قد نبهوا ربان المركب بضرورة الإبتعاد عن البر.
ونفى ربابنة المراكب الذين كانوا ينشطون رفقة المركب المنكوب على بعد 35 ميلا شمال شرق ميناء طانطان ، حيث إتفقو على رمي الشباك، عصر اليوم الذي سبق الحادث، أن يكون ربان المركب قد أشعرهم عبر جهاز الراديو ، بأنه يواجه صعوبات تقنية أو غيرها ، وهو ما يقوي حسب تصريحات متطابقة فرضية النوم، وإنجرار المركب صوب الشاطئ بفعل التيارات ، حيث تتكسر الأمواج ، خصوصا وأن مراكب الصيد بالخيط بعد رميها للشباك ليلا تقوم بتوقيف المحرك وتترك المجال للشباك التي تقوم بجر المركب مع التيار ، فيما يخلد طاقم المركب للنوم، بإستتناء أحد أفراد الطاقم الذي يتولى مهمة الحراسة، وذلك بشكل دوري على مدار ساعات الصيد.
وتبقى كل التأويلات هي مجرد إجتهادات مهنية ، في انتظار ما ستفرج عنه التحقيقات، التي تقوم بها مختلف السلطات المختصة ، فيما تكاد مختلف التصريحات المتطابقة التي استقتها البحرنيوز من تمثيليات مهنية ومسؤولين إداريين ، تجمع على أن سوء الأحوال الجوية وهيجان البحر، قد يكونان من الأسباب الرئيسية في وقوع الحادث، الذي لم يمهل الطاقم كثيرا في تدبير الأزمة، وإصدار إشارات الإستغاثة ، سيما وأن المركب كان قد إنطلق في رحلة الصيد وهو في كامل الجاهزية وفق تصريحات إدارية.