طرحت ريم بن زينة، مديرة منتدى البحر العالمي ببنزرت ورئيسة جمعية الموسم الأزرق البحري بتونس أمس الجمعة بالرباط، إشكالية استدامة المتوسط، لافتة إلى تأثير التغيرات المناخية وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث المناخي على المحيطات والبحار.
وأبرزت بن زينة في مداخلة لها حول موضوع “من أجل متوسط مستدام” ضمن اللقاء العلمي في إطار سلسلة المحاضرات التمهيدية للدورة السابعة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية حول موضوع “البحر الأبيض المتوسط أفقاً للتفكير”، أن البحر الأبيض المتوسط الذي نتقاسمه يعرف تحديين أساسيين: واحد مناخي وآخر بيئي، مسجلة أن هذا الفضاء سيكون، في أفق 2050 “بحراً ميتا”، باعتباره من الأكثر تلوثاً.
وتطرقت، في هذا الصدد، إلى مبادرة “الموسم الأزرق” التي أسسها مجموعة من الشباب بغية الحفاظ على التنوع البيئي في متوسط نظيف ومستدام. هذا المنتدى المتنوع يعمل، تتابع المتحدثة، على إدماج الشركات بهدف نشر الوعي والانتقال الى دول متوسطية أخرى لبلورة وعي ومسؤولية مشتركين.
وشكل اللقاء الذي عرف مشاركة باحثين وأكاديميين مهتمين بتاريخ البحر الأبيض المتوسط، مناسبة لتسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجهها هذه البقعة الجغرافية من العالم، حيث أبرز أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل لحجمري، أن اختيار موضوع “المتوسط كأفق للتفكير” ليس صدفةً، بل لكون هذه الجغرافيا كانت آلة لصناعة الحضارات، مؤكدا أنه يمكن استغلال هذا الفضاء اليوم من أجل مزيد من التقارب بين الدول التي تعيش على ضفتيه”، ومعتبرًا أن المتوسط “ليس بحراً فقط بل قدراً”.