تشتغل مديرية التكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ في صمت، على مشروع يروم إعطاء دينامية جديدة للإرتقاء برجال البحر والمنظومة التكوينية في قطاع الصيد التقليدي، بحيث عقدت إجتماعات مع مختلف الشركاء والمتدخلين لتنزيل أحد الأوراش الهامة في مجال التكوين البحري بالصيد التقليدي، من أجل تأهيل وملاءمة التكوين البحري مع متطلبات سوق الشغل.
ويرتقب تكوين وتأهيل بحارة متخصصين يعهد إليهم مهام قيادة قوارب الصيد التقليدي ومنحهم دبلومات وشواهد ”ربان صيد تقليدي”، ضمن تكوينات مبرمجة ومندمجة، موزعة على برنامج دقيق يمتد على عدد من الساعات، حسب أهمية كل كفاية من الكفايات، وكذا تحيين مجموعة من المعارف لمسايرة التطورات التي يعرفها القطاع.
وحسب مصدر مطلع فإن لجان خاصة سهرت على إعداد برنامج متكامل، يتم تقيمه وتعزيز بعض مضامينه، لتساير الإنتظارات المهنية المحلية ، في سياق خصوصيات المناطق بين الشمال والجنوب، حيث أكد ذات المصدر أنه وبعد الملاحظات التي تم تقديمها من طرف لجنة خاصة بالشمال على هذا المشروع ، جاء الدور على لجنة الجنوب التي عقدت لقاءات بحضور مديري مراكز التكوين بالجنوب إلى جانب أطر مركزية ، لتقديم رؤيتها وإقتراحاتها بالنسبة للمدة والكفاءات وكذا الشروط .
وخلص هذا اللقاء إلى الإتفاق على إعتماد 240 ساعة من التكوين ضمن ذات المشروع ، لتأطير البحارة المعنيين في 12 كفاءة ، وذلك على مدة شهرين ، حيث يختلف التعاطي مع الربابنة الجدد والربابنة المخضرمين. فعندما يتعلق بالبحارة الجدد الذين لم يسبق لهم الإبحار، فهم سيخضعون مباشرة للتكوين وفق الجدولة الزمنية المرسومة، وسيتلقون تكوينا في الكفايات المعنية، لتتم إحالتهم على فترة تدريبية تتوج في نهاية المسار بحصول المتدربين ، على دبلوم يتيح لهم ممارسة مهمة ربان في الصيد التقليدي .
وأما بخصوص البحارة من ربابنة الصيد التقليدي المخضرمين في القطاع ، والبالغين 40 سنة على الأقل، فسيكون مطالبين حسب المشروع الذي لازال قيد الدراسة والمشاورات ، بتقديم طلب إلى مدير مؤسسة التكوين البحري، التي توجد على مقربة من موقع إشتغالهم، من أجل الحصول على شهادة تمكنهم من ممارسة مهمة ربان في الصيد التقليدي، حيث سيكون على هذا البحار الإدلاء بالقرائن، التي تثبت أنه كان بالفعل يمارس مهام قيادة القارب في مسيرته المهنية. إذ سيخضع المرشح بعد البث في ملفه من طرف “لجنة إمتحانات” التي يعينها مدير المؤسسة لهذا الغرض ، لإختبار في الكفايات ال 12 المعنية، والتي بناء على نتائج هذا الإختبار سيتم الحسم في حصوله على شهادة القيادة، فيما ستتم مواكبة هؤلاء الربانبة لتصحيح بعض المفاهيم والمعارف.
وقال صالح عفيف، بحار بقطاع الصيد التقليدي في تصريح لــجريدة ”البحر نيوز”، أن هذا الورش هو جد مهم بالنظر لما سيحمله من تحسين ظروف الإشتغال، مبرزا في ذات السياق أن مديرية التكوين بدأت في عهد المدير الحالي ادريس التازي، تعمل على تجويد التكوين البحري وتحسين مناهجه والرفع من مستوى التكوينات المقدمة، بما يتلاءم مع متطلبات قطاع الصيد، وذلك من خلال تحديث المشروع البيداغوجي، بما يخدم مصلحة القطاع، ويجيب على تطلعات المهنيين، وكذا العمل على تحسين الظروف الإقتصادية والإجتماعية لرجال و نساء البحر.
ويضطلع التكوين البحري بدور محوري في الارتقاء بقطاع الصيد، بإعتباره دعامة أساسية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، إذ تساهم مؤسسات التكوين المهني البحري، بمختلف ربوع المملكة في النهوض برجال ونساء البحر، سواء تعلق الأمر بمجال الصيد في أعالي البحار أو الصيد الساحلي أوالصيد التقليدي، بدءا من تأهيل وملاءمة التكوين البحري مع متطلبات سوق الشغل، من حيث الكم أو الكفاءات والمؤهلات التي يجب أن تتوفر لدى البحارة الممارسيين، إنسجاما مع التطورات التي يشهدها القطاع، من خلال بلورتها للإستراتيجية المعتمدة من طرف مديرية التكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ بالقطاع الحكومي الوصي.